الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
لقد كثر في الآونة الأخيرة الهجوم البربري على نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم من بعض الأصوات الناعقة هنا أو هناك، حتى بات العمل على النيل منه سمة عامة تحرك كل ضعيف نفس فيهم، ومما لا شك فيه أن هذه السلوكيات لا تصدر إلا عن فئة أنهكها كرهها لهذا الدين ولأتباعه، ويجب أن لا ننسى أن الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها المنتسبون للمنظمات القتالية تلعب دورا رائدا في نمو الحركة المعادية للإسلام، رغم أن هذه المنظمات لا تمثل إلا نفسها، وأغلب منتسبوها ممن يفتقدون إلى العلم الشرعي الصحيح الذي يعصم صاحبه من الذلل في متاهات الغلو. ووسط هذه السحابة من العداء للإسلام ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، هناك أصوات منصفة قالت كلمة حق في هذا الدين و في نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فهناك الكثير من العلماء والمفكرين والفلاسفة اعترفوا عن طيب خاطر وقناعة بتفوق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم على جميع من سبقه من بني البشر، وشهدوا شهادات حق نبعت من رؤيتهم العميقة لأعماله الخالدة صلى الله عليه وآله وسلم، ونبعت من اكتشافهم للعظمة التي تغلف حياته، ففاضت ألسنتهم بما حملته قلوبهم وعقولهم من حب وتقدير لخير من خلق الله تبارك وتعالى. ويكفي أن المؤلف الأمريكي الدكتور مايكل هارت وضع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قمة أفضل مائة رجل في التاريخ، وعلى الرغم من اختلاف النظرة إلى النبي بيننا كمسلمين وبين مايكل هارت، إلا أن الرجل كان منصف، واستند تقييمه العلمي إلى حقائق دامغة على الأرض منحت الأفضلية الملطقة للرسلو صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذا الموضوع أحببت أن أنقل مقتضفات من أقوال كبار كتاب وعلماء وشخصيات الغرب والشرق الذين أدهشهم خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعماله الخالدة:
((أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".))