الحديث العاشــــــــــــر
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : “ إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ، وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ؟ “ . رواه مسلم 1015
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
طيب : اسم من أسماء الله ومعناه المنزه عن النقائص .
لا يقبل إلا طيباً : أي من الأعمال إلا أطيبها وأخلصها .
أغبر : غير الغبار لون شعره لطول سفره .
الفوائد :
1- إثبات اسم من أسماء الله وهو الطيب ، ومعناه المنزه عن العيوب والنقائص .
2- أن الله لا يقبل من الأعمال والأقوال والأموال إلا الطيب .
في الأعمال والأقوال :
قال تعالى : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه .
وفي الصدقات :
قال : ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – فإن الله يقبلها ... ) .
- كيف يكون العمل طيباً ؟
بإخلاص العمل لله ، وأكل الحلال وعدم أكل الحرام .
3- أن العمل غير الطيب لا يقبله الله .
4- وجوب اتباع الرسل .
5- الأمر بالأكل من الطيبات .
قال تعالى : كلوا من طيبات ما رزقناكم .
وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكــم .
وقال سبحانه : كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغـــوا فيه .
6- الحث على العمل الصالح .
والعمل الصالح أمر الله وحث عليه .
قال تعالى : وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض .. .
والعمل الصالح هو الذي يدخل مع الإنسان في قبره .
قال : ( يتبع الميت ثلاثة : أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد ، يرجع أهله وماله ويبقى عمله ) متفق عليه .
والعمل الصالح هو الحسب الحقيقي .
قال : ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبــه ) رواه مسلم .
والعمل الصالح هو ما يتمناه المحتضر .
قال تعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت .. .
ويتمناه أيضاً أهل النار .
قال تعالى : وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل .
7- أن شكر النعم يكون بالقول والعمل ، وليس بالقول فقط .
وقد كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ، فتقول له عائشة : قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً .
8- في هذا الحديث ذكر بعض أسباب إجابة الدعاء :
طول السفر :
وقد قال : ( ثلاث دعوات مستجابات : ... وذكر منها : دعوة المسافر ) .
الأشعث الأغبر .
وقال : ( رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبــره ) .
رفع اليدين .
قال : ( إن الله ليستحي من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفراً ) .
9- ذكر في الحديث مانعاً من موانع إجابة الدعاء وهو أكل الحرام .
وقد قال : ( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ) .
10- إثبات علو الله .
وهو ينقسم إلى قسمين :
الأول : علــــو صفــة : وهذا متفق عليه بين جميع أهل القبلة .
فصفات الله كلها عليا وحسنى .
الثاني : علو ذات . وهذا متفق عليه عند أهل السنة .
وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع :
قال تعالى : وهو العلي العظيم .
وقال تعالى : وهو العلي الكبير .
وقال تعالى : يخافون ربهم من فوقهم .
وقال سبحانه : وهو القاهر فوق عباده .
وقال سبحانه: إليه يصعد الكلم الطيب .
وقال سبحانه : إنا نحن نزلنا الذكر ... .
وقال : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) .