منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس
سلسلة الأربعين النووية Hyjra8ndq0qs
منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس
سلسلة الأربعين النووية Hyjra8ndq0qs
منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إذا لم يستطيع العضو التفعيل من خلال الرسالة المرسلة على إيميل العضو المشترك فلينتظر التفعيل من إدارة المنتدى
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تفعيل إشتراك العضو
سلسلة الأربعين النووية 377911910
المواضيع الأخيرة
» شرح حساب مثلثات
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2019 12:01 pm من طرف Yomna

» مراجعة رياضيات الصف الثالث الاعدادى
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2017 4:32 am من طرف ميروبحبح

» امتحان هندسة
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 02, 2016 6:38 am من طرف محمد جبر

» طريقة لتحويل العدد الدائر
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالخميس مايو 19, 2016 2:18 pm من طرف balale

» شرح درس المثلث
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2016 8:25 am من طرف mahmoud soft

» شرح المتتابعات
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالأحد مارس 27, 2016 1:12 am من طرف danavaroqa

» إختباران جبر + هندسة الصف الأول الإعدادى ترم ثانى
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالإثنين مارس 21, 2016 3:07 pm من طرف سعيدعبدالقادر

» سلسلة متتابعات هندسية
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2016 1:20 am من طرف مستر محمد 77

» مراجعة هندسة للصف الأول الإعدادى تيرم ثانى (7)
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2016 7:36 am من طرف محمد جبر

» نظرى هندسة الصف الصف الثالث الإعداد ى
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 02, 2016 9:40 am من طرف محمد جبر

» دليل المعلم فى مادة الرياضيات للصف الثانى الإعادى ترم أول
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 12:22 pm من طرف salah1970

» مذكرة فى شرح الجبر
سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2015 3:58 am من طرف زيزو الزيتونى

كن عضوا فعالا
سلسلة الأربعين النووية 196016382
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس على موقع حفض الصفحات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
عدد الزائرين

 

 سلسلة الأربعين النووية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد الباجس
المدير العام
المدير العام
محمد الباجس


عدد المساهمات : 2421
تاريخ التسجيل : 13/03/2010

سلسلة الأربعين النووية Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة الأربعين النووية   سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالخميس مارس 25, 2010 5:03 pm

سلسلة الأربعين النووية Untitl11
الحديث الأول


1- عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب t قال : سمعت رسول الله e يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري ومسلم
----------------------------------------------------


معاني الكلمات :

إنما : أداة حصر يؤتى بها للحصر . بالنيات : جمع نية : وهي عزم القلب على فعل الشيء .

هجرته : الهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام . دنيا : حقيقتها ما على الأرض من الهواء والجو مما قبل قيام الساعة .

الفوائــد :

1- هذا الحديث من الأحاديث الهامة التي عليها مدار الإسلام .

قال أبو عبد الله : ” ليس في أخبار النبي e أجمع وأغنى فائدة من هذا الحديث “ .

وقال الشافعي : ” يدخل في سبعين باباً من أبواب العلم “ .

ولأهميته ابتدأ به الإمام البخاري صحيحه .

وبدأ به الإمام النووي في كتبه :

الأذكـــــــــــــــــــــار __ ورياض الصالحين ___ والأربعين نوويــة .

2- اختلف العلماء في معنى : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) . هل هما جملتان بمعنى واحد أو مختلفتان ؟

والراجــــــــح أن الأولى غير الثانية :

الأولى ( إنما الأعمال بالنيات ) سبب ، بيّن النبي e فيها أن كل عمل لا بد فيه من نية ، كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار لا بد فيه من نية ، ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً بغير نية .

الثانية ( وإنما لكل امرىء ما نوى ) نتيجـة هذا العمل :

إذا نويت هذا العمل لله والدار الآخرة حصل لك ذلك ، وإذا نويت الدنيا فليس لك إلا ما نويت .

3- وجوب إخلاص النيـة لله ، لأنه ليس له من عمله إلا ما كان خالصاً لله .

وقد جاءت نصوص تبين أن العمل لا يقبل إلا ما كان لله .

قال تعالى : ﴿ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الديــن حنفاء .. ﴾ .

قال e : ( إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ) رواه النسائي .

وقال e : ( بشـــر هذه الأمة بالتمكين والرفعــــة ، من عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب ) . رواه أحمد

والإخلاص : تصفية العمل عن ملاحظــة المخلوقين .
من أقوال السلف في الإخلاص


قال بعض السلف : ” المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته “ .

قال سهل بن عبد الله : ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “ .

وقال يوسف بن الحسين : ” أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر “ .

وقال الربيع بن خثيم : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحــل .

وقال أبو سليمان الداراني : إذا أخلص العبد ، انقطعــت عنه كثرة الوساوس والرياء .

وقال نعيم بن حماد : ضرب السياط أهون علينا من النيــة الصالحــة .

وقال يحيي بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل .

وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهــاد .

وقال مكحول : ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيــع الحكمة من قلبه ولسانــه .

وقال ابن القيم : العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعــه .
نماذج من إخلاص السلف


ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه إلا مرة واحدة .

وكان منصور بن المعتمر إذا صلى الغداة أظهر النشاط لأصحابه فيحدثهم ويكثر إليهم ، ولعله إنما بات قائماً على أطرافــه ، وكل ذلك ليخفي عليهم العمل .

وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل عليه الداخل نام على فراشــه .

وحسان بن أبي سنان تقول عنه زوجته : كان يجيء فيدخل في فراشي ، ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها ، فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج ، ثم يقوم فيصلي .

قال أبو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدق به ويقول : إن صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل .

وعن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينــة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل .

وأقام عمرو بن قيس عشرين سنة صائماً ، ما يعلم به أهله .

قال ابن الجوزي : كان إبراهيم النخعي إذا قرأ في المصحف فدخل داخل غطاه .

وقال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأتـــه لا تعلم به .

وقال الشافعي : وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم _ يقصد علمه _ على أن لا ينسب إليّ حرف منه

4- أن الإخلاص شرط لقبول العمــل ، فالعمل لا يقبل إلا بشرطين :

الأول : أن يكون خالصاً .

لحديث الباب : ( ... وإنما لكل امرىء ما نوى ... ) .

الثاني : أن يكون موافقاً للسنة .

لحديث عائشة ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .

5- والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعــة .

قال ابن تيمية : ” التلفظ بالنية بدعــة لم يفعله الرسول ولا أصحابــه “ .

6- قال بعض العلماء :

حديث ( إنما الأعمال بالنيات ........ ) ميزان للأعمال الباطنــة .

وحديث ( من أحدث في أمرنا ....... ) ميزان للأعمال الظاهرة .

7- ضرب النبي e مثالاً للعمل الذي يراد به وجه الله والذي يراد به غير الله ، وذلك بالهجرة :

ــ بعض الناس يهاجر ويدع بلده لله تعالى وابتغاء مرضاتــه فهذا هجرته لله ويؤجر عليها كاملاً . ويكون أدرك ما نوى .

ــ وبعض الناس يهاجر لأغراض دنيوية ، كمن هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام من أجل المال ، أو من أجل امرأة يتزوجهـا ، فهذا هاجر لكنه لم يهاجر لله ، ولهذا قال الرسول : فهجرته إلى ما هاجر إليه .

8- والهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .

وحكمها ينقسم إلى قسمين :

واجبة : إذا كان الشخص لا يستطيع أن يقيـــم دينــه .

مستحبة : إذا كان الشخص يستطيع أن يقيم دينــه .

وهي باقية إلى قيام الساعــة :

قال e : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبـة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) . رواه أبو داود

9- وقعت الهجرة في الإسلام على أنــــــــــــواع :

الأولى : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .

كما في الهجرة من مكة إلى المدينـــة .

الثانية : الانتقال من بلد الخوف إلى بلد الأمـن .

كما في الهجرة إلى الحبشة .

الثالثة : ترك ما نهى الله عنــه .

كما في الحديث ( المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) . رواه البخاري

10- التحذير من الدنيا وفتـنـتهـا .

قال تعالى : ﴿ يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكـم الحياة الدنيا ﴾ .

وقال e : ( إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا ) . متفق عليه

قال ابن الحنفية : من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا .

قيل لعلي : صف لنا الدنيا ؟ فقال : ما أصف من دار ؟ أولها عناء ، وآخرها فناء ، حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقــر فيها حَزن .

قال ابن القيم : الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج ، إنما تخطب الأزواج ليستحسنــوا إليها ، فلا ترضى إلا بالدياثـة

وقال : الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها ، فكيف تعدو خلفهــا .

وقال : على قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة .

وقال بعض الزهاد : دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها .

وقال الحسن البصري : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره .

قال الشاعر في وصف الدنيا :

أحلامُ نومٍ أو كظلٍ زائلٍ إن اللبيبَ بمثلها لا يخـــــدع .



وقال آخر :

الدنيا ســـــاعــــهْ فاجعلها طـــاعــهْ

والنفس طماعــهْ عوّدهــا القناعــــهْ .

11- التحذير من فتــنــة النســـــــــــــاء لقوله ( أو امرأة .. ) وخصها بالذكر لشدة الافــتــتــان بها .

كما في الحديث : ( .... فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) . رواه مسلم

12- التحذير من إرادة الدنيا بعمــل الآخــرة .

13- التحذير من السفر إلى بلاد الكفر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://joseph.forumarabia.com
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

سلسلة الأربعين النووية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة الأربعين النووية   سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالسبت مارس 27, 2010 2:05 pm

الحديث الثاني

عن عمر t أيضاً قال : ( بينما نحن جلوس عند رسول الله e ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي e ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله e : ” الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً “ . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه !

قال : فأخبرني عن الإيمان .

قال : ” أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره “ .

قال : صدقت .

قال : فأخبرني عن الإحسان .

قال : ” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك “ .

قال : فأخبرني عن الساعة .

قال : ” ما المسؤول عنها بأعلم من السائل “ .

قال : فأخبرني عن أماراتها .

قال : ” أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان “ .

ثم انطلق ، فلبثت ملياً ، ثم قال : ” يا عمر أتدري من السائل ؟ “ .

قلت : الله ورسوله أعلم .

قال : ” فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم “ . رواه مسلم
---------------------------------------------------------


معاني الكلمات

طلع علينا : أي ظهر علينا .

رجل : هو جبريل أتى إلى النبي e بصورة رجل لا يعرفونه .

لا يرى عليه أثر السفر : أي لا يرى عليه علامة السفر وهيئته .

لا يعرفه منّا أحد : أي معاشر الصحابة .

أخبرني عن الإسلام : أي ما هو الإسلام .

ووضع كفيه على فخذيه : أي فخذي نفسه كهيئة المنادي .

فعجبنا له يسأله ويصدقه : أي أصابنا العجب من حاله ، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق .

أخبرني عن الساعة : أي أخبرني عن وقت مجيء يوم القيامة .

أماراتها : علاماتها .

الحفاة : جمع حاف ، وهو من لا نعل له في رجليه .

العراة : جمع عار ، وهو من لا ثياب على جسده .

العالة : جمع عائل ، وهو الفقير .

رعاء الشاء : جمع راع ، وهو الحافظ ، والشاء : جمع شاة ، وهي واحدة الضأن .

أن تلد الأمة ربتها : قال النووي : جاء في رواية : ربها ، وفي أخرى : بعلها ، قال الأكثرون من العلمكاء : هو إخبار عن كثرة السراري وأولادهن ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها .

الفوائد :

1- استحباب السؤال في العلم .

وقد قال تعالى : ] فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [ .

وقد قيل : السؤال نصف العلم .

2- وجاء في بعض روايات هذا الحديث في أوله :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو , فطلبنا إليه أن نجعل له مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه , قال : فبنينا له دكاناً من طين كان يجلس عليه ".

استنبط منه الإمام القرطبي استحباب جلوس العالم بمكان يختص به ويكون مرتفعاً إذا احتاج لذلك لضرورة تعليم ونحوه .

3- السؤال عن العلم النافع في الدنيا والآخرة ، وترك السؤال عما لا فائدة فيه .

4- ينبغي لمن حضر مجلس علم، ورأى أن الحاضرين بحاجة إلى معرفة مسألة ما، ولم يسأل عنها أحد، أن يسأل هو عنها ـ وإن كان هو يعلمها ـ لينتفع أهل المجلس بالجواب.

فقد كان غرض جبريلَ u من أسئلته هذه أن يتعلم المسلمون ، وهذا ما بينه النبيُّ e بقوله : فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أتاكم يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ .

وفي رواية أبي هريرة عند البخاري ومسلم: هَذَا جِبْرِيلُ أَرَادَ أَنْ تَعَلَّمُوا إِذْ لَمْ تَسْأَلُوا .

5- قال النووي : وينبغى للسائل حسن الأدب بين يدي معلمه ، وأن يرفق في سؤاله .

و يشهد لهذا ما في رواية عطاء بن السائب عن يحيى بن يعمر فقال أدنو يا رسول الله قال نعم فدنا ثم قام فتعجبنا لتوقيره رسول الله ثم قال أدنو يا رسول الله قال نعم فدنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله e .

وفي رواية علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابن عمر عند أحمد ما رأينا رجلاً أشد توقيراً لرسول الله من هذا .

6- الحديث دليل على أن الإسلام غير الإيمان .

فالإسلام هو الأعمال الظاهرة .

والإيمان هو الأعمال الباطنة .

7- استحباب الدنو من العالم والقرب منه .

8- أن حسن السؤال من أسباب تحصيل العلم .

قيل لابن عباس : ” بما بلغت العلم ؟ قال : بلسان سؤول ، وقلب عقول “ .

وقال الزهري : ” العلم خزانة مفتاحها المسألة “ .

وسئل الأصمعي : ” بما نلت ما نلت ؟ قال : بكثرة سؤالي ، وتلقفي الحكمة الشرود “ .

9- بيان نوع من أنواع الوحي ، ومن أنواع الوحي :

الرؤيا الصادقة – الإلقاء في الروع – أن يراه على صورته التي خلق عليها – أن يكلمه من وراء حجاب .

10- مشروعية الرحلة في طلب الحديث .

ورحل جابر بن عبد الله شهراً كاملاً في مسألة .

وكان سعيد بن المسيب يقول : ” إن كنت لأسهر الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد .

11- استدل بهذا الحديث جمهور العلماء على أن الإسلام غير الإيمان .

والصحيح في هذه المسألة : ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : حيث قال :

إذا قرن الإسلام بالإيمان فإن الإسلام يكون الأعمال الظاهرة من نطق اللسان وعمل الجوارح ، والإيمان الأعمال الباطنــة من العقيدة وأعمال القلوب ، ويدل لهذا التفريق قوله تعالى ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ، ويدل لذلك أيضاً حديث عمر بن الخطاب .. ثم ذكر حديث الباب .

12- وجوب الإيمان بالملائكة .

والملائكة : عالم غيبي خلقوا من نور ، جعلهم الله طائعين له متذللين له .

وعددهم كثير :

قال تعالى : } وما يعلم جنود ربك إلا هو { .

وقال e : ( ... فإذا البيت المعمور وإذا يدخله سبعون ألف ملك لا يعودون عن آخرهم ) .

وقال e : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع شبر إلا ملك ساجد أو راكع ) .

أطت : صاحت

خلقوا من نور :

قال e : ( خلقت الملائكة من نور ) . رواه مسلم

ولكل ملك وظيفة :

فجبريل موكل بالوحي .

وإسرافيل موكل بنفخ الصور .

وميكائيل موكل بالقطر والنبات .

ومالك خازن النار .

ورضوان قال ابن كثير : وخازن الجنة ملك يقال له رضوان ، جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث .

وهم أجساد :

قال تعالى : } جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى { .

13- وجوب الإيمان بالرسل .

والرسول : هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه .

والإيمان بالرسل يتضمن :

أنهم صادقون في ما قالوه من الرسالة ، ونؤمن بأسماء من علمنا اسمه منهم ، ومن لم نعرف اسمه فنؤمن به إجمالاً ، قال تعالى : } منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك { .

أولهم نوح : قال تعالى : } إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده { .

وآخرهم محمد : قال تعالى : } ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين { .

من كفر برسول كفر بجميع الرسل : قال تعالى : } كذبت قوم نوح المرسلين { مع أن قومه لم يأتهم إلا نبي واحد .

فإن قيل : كيف الجمع بين كون محمد e خاتم النبيين وبين نزول عيسى في آخر الزمان ؟

الجواب : أن عيسى لا ينزل على أنه رسول ، ولا يأتي بشرع جديد ، ولكنه يجدد شرع النبي e .

14- وجوب الإيمان بالكتب ، وما من رسول إلا أنزل الله معه كتاباً .

قال تعالى : } لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان { .

والكتب التي علمنا اسمها ، منها : القرآن ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور .

15- وجوب الإيمان باليوم الآخر ، وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده .

ويشمل كل ما يكون بعد موت الإنسان من البعث والنشور وتطاير الصحف والقبر والجنة والنار .

16- وجوب مراقبة الله تعالى .

قال تعالى { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }.

وقال جل ثناؤه : { إن الله كان عليكم رقيبا }.

وقال تقدست أسماؤه ] وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْءَانٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [ .

17- أن النبي e لا يعلم الغيب .

18- وفيه إجابة السائل بأكثر مما سأل .

فإن النبي e لما أجاب السائل عن الساعة ؟ بجواب جامع " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " لم يكتف بذلك وإنما زاده أن بين له بعض أماراتها ، فقال " وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتْ الأَمَةُ رَبَّتهَا ، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ ، فِي خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ "، ثُمَّ تَلا النَّبِيُّ e :] إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [ الآيَةَ .

19- أنه لا يدري أحد متى الساعة ، وقد استأثر الله بعلمها ، فلم يطلع على ذلك ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً.

قال تعالى : } يسألونك عن الساعة قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله { .

وقال تعالى : } يسألونك عن الساعة أيان مرساها . فيم أنت من ذكراها . إلى ربك منتهاها { .

قال ابن كثير : أي ليس علمها إليك ، ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين .

لكن هي قريبة :

قال تعالى : } اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون { .

وقال تعالى : } اقتربت الساعة وانشق القمر { .

20- أن للساعة علامات تدل على قربها ، وقد ذكر النبي e في الحديث علامتان من هذه العلامات :

الأولى : أن تلد الأمة ربتها . ( وسبق تفسيرها ) .

الثانية : أن ترى أسافل الناس يصيرون رؤساء وتكثر أموالهم ويشيدون المباني العالية مباهاة وتفاخراً على عباد الله .

قال القرطبي : المقصود الإخبار عن تبدل الحال ، فاستولى أهل البادية على الأمر ، وتملكوا البلاد بالقهر ، فتكثر أموالهم وتنصرف همومهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به ، وقد شاهدنا ذلك في هذه الأزمان .

21- ذم تشييد المباني على وجه المباهاة والتفاخر .

قال e : ( أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لابد منه ) . رواه أبو داود

22- دلالة على فساد الزمن بين يدي الساعة ، حيث تضعف الأخلاق، ويكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .

وتنعكس الأمور وتختلط ، حتى يصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها، وتسند الأمور لغير أهلها، ويكثر المال في أيدي الناس، ويكثر البذخ والسَّرف، ويتباهى الناس بعلو البنيان، وكثرة المتاع والأثاث، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس، يعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم.

23- وفيه بيان قدرة الملك على التمثل بالصورة البشرية ، وفيه أيضا جواز رؤية الملك أو سماع كلامه .

قال الحافظ ابن حجر :" وفيه أن الملك يجوز أن يتمثل لغير النبي e فيراه ويتكلم بحضرته وهو يسمع , وقد ثبت عن عمران بن حصين أنه كان يسمع كلام الملائكة ".

قال البيهقي : وروينا عن جماعة من الصحابة أن كل واحد رأى جبريل u في صورة دحية الكلبي .

24- أن العالم إذا سئل عن شيء ولم يعلمه أن يقول : الله أعلم ، وهذا دليل على الورع والدين .

وقد سئل e أي البقاع أفضل ؟ فقال : ( لا أدري حتى أسأل جبريل ... ) . رواه ابن حبان

وقال ابن مسعود : أيها الناس ، من علم منكم شيئاً فليقل ، ومن لم يعلم فليقل لما لا يعلم : الله أعلم .

وقال ابن عجلان : إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتلة .

24- قوله e " أتاكم يعلمكم دينكم " فيه أن الإيمان والإسلام والإحسان تسمى كلها ديناً .

25- استحباب حضور مجالس العلم على أحسن هيئة وأكملها ، فقد جاء وصف السائل بكونه " شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر "، ووصفه في رواية البيهقي " أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحاً ، كأن ثيابه لم يمسّها دنس "؛ وهذا دليل النظافة وحسن الهيئة

26- فيه أن ليس للإمام أو نوابه ، ولا للعالم أن يحتجبوا دون حاجات الناس ومصالحهم ؛ لقوله : ( كان النبي e بارزاً يوماً للناس ) .

27- دليل صدق النبي e في قوله " أوتيت جوامع الكلم " فإن هذا الحديث على وجازته اشتمل على فوائد كثيرة ، وعوائد وفيرة ، حتى اعتبر أصلاً لعلوم الشريعة .

قال القرطبي : هذا الحديث يصلح أن يقال له أم السنة , لما تضمنه من جمل علم السنة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الباجس
المدير العام
المدير العام
محمد الباجس


عدد المساهمات : 2421
تاريخ التسجيل : 13/03/2010

سلسلة الأربعين النووية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة الأربعين النووية   سلسلة الأربعين النووية Icon_minitimeالسبت أبريل 03, 2010 12:29 pm

الحديث الثالث
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود  قال : حدثنا رسول الله  - وهو الصادق المصدوق : ” إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها “ . رواه البخاري ومسلم

---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
الصادق : في جميع أقواله .
المصدوق : فيما أوحي إليه .
يجمع : يضم .
خلقه : أي تكوينه .
نطفة : أصل النطفة الماء الصافي ، والمراد هنا : منياً .
ثم يكون علقة مثل ذلك : هذا الطور الثاني الذي يمر به الجنين ، والعلقة هي الدم الجامد الغليظ .
مضغة : هذا الطور الثالث الذي يمر به الجنين ، والمضغة هي مضغة من لحم ، وسميت بذلك لأنها قدر ما يمضغ الماضغ.
الفوائد :
1- في هذا ذكر النبي  أطوار الجنين في بطن أمه ، وأنه يتقلب في بطن أمه مائة وعشرون يوماً في ثلاثة أطوار ، فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ، ثم في الأربعين الثالثة مضغة .
قال تعالى في كتابه :  يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة  .
2- أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر ، لقوله : ” ثم يرسل إليه الملك ... “ .
وينبني على هذا :
أ‌- أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين .
ب‌- أنه يحرم إسقاطه .
3- أن من الملائكة من هو موكل بالنفخ في الأجنة . والملائكة كثيرون ، وكل له عمل خاص به :
جبريل : موكل بالوحي .
وإسرافيل : موكل بالنفخ .
وميكائيل : موكل بالمطر .
ومالك : خازن الجنة .
وهناك ملائكة سياحة لمجالس الذكر ، وملائكة لسؤال الميت في قبره .
4- أن الملائكة عبيد يؤمرون وينهون ، لقوله : ” فيؤمر بأربع كلمات ... “ .
والملائكة عملهم عبادة الله وطاعته :
قال تعالى :  يسبحون الليل والنهار لا يفترون  .
وقال تعالى :  ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون  .
وقال تعالى :  لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون  .
5- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر ، لقوله تعالى : ” ويؤمر بكتب أربع كلمات : بكتب رزقه ... “ .
فكل شيء مكتوب ومفروغ منه .
والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع مراتب :
أولاً : العلم : أن تعلم أن الله يعلم كل شيء .
قال تعالى :  إن الله كان عليماً حكيماً  .
ثانياً : الكتابة : أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء .
قال تعالى :  إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير  .
وقال  : ” إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة “ . رواه مسلم
ثالثاً : الإرادة : فلا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادته .
قال تعالى :  إنا كل شيء خلقناه بقدر  .
رابعاً : الخلق : أن كل شيء في السموات والأرض مخلوق لله .
قال تعالى :  وخلق كل شيء فقدره تقديراً  .
6- قوله ( ويؤمر بكتب أربع كلمات ... ) هذه الكتابة تسمى التقدير العمري .
وأقســام التقدير أربــع :
الأول : التقدير العام لجميع الأشياء في اللوح المحفوظ .
قال تعالى :  ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير  .
وقال تعالى :  إنا كل شيء خلقناه بقـــدر  .
وقال  : ( إن الله كتب مقادير السموات والأرض قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) .
الثاني : التقدير العمري .
كما في حديث الباب .
( وهذا التقدير يختلف عن التقدير الذي في اللوح المحفوظ بأن التقدير العمري يقبل التغيير والمحــو ، وأما الذي في اللوح المحفـــوظ فإنه لا يقبل التغيير ، بمعنى أن ما كتبه الله في اللوح المحفوظ لا يقبل المحو ولا التغيير ) .
قال تعالى :  يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب  .
قال الشيخ السعدي : ”  يمحو الله ما يشاء ويثبت  يمحو الله ما يشاء من الأقدار ويثبت ما يشاء منها ، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمــه ، وكتبه قلمه ، فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير ، لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمــه نقص أو خلل ، ولهذا قال وعنده أم الكتاب  أي اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشيــاء ، فهو أصلها ، وهي فروع وشعب ، فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب “ .
ولهذا كان عمر يقول : اللهم إن كنت كتبتني شقياً فامحني واكتبني سعيداً .
وهذا يعني به الكتابة في صحف الملائكة لا الذي في اللوح المحفوظ .
الثالث : التقدير السنوي وذلك يكون في ليلة القدر .
كما قال تعالى :  فيها يفرق كل أمر حكيم  .
الرابع : التقدير اليومي .
ويدل عليه قوله تعالى :  كل يوم هو في شـــــأن  .
7- الحث على العلم الصالح والإكثار منه ، لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت .
قال تعالى :  وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض  .
وقال تعالى :  سابقوا إلى مغفرة من ربكم  .
8- التوكل على الله ، وعدم الخوف من الفقر ، لأن الرزق مكتوب .
9- أن الناس ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما : شقي ، أو سعيد .
قال تعالى :  فريق في الجنة وفريق في السعير  .
وقال تعالى :  فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ...  .
وقال سبحانه :  وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ...  .
10- التحذير من سوء الخاتمة .
وقد كان السلف رحمهم الله يخافون من سوء الخاتمة .
كان مالك بن دينار ، يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ، ويقول : يا رب ، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ، ففي أي الدارين منزل مالك .
وبكى بعض الصحابة عند موته ، فسئل عن ذلك فقال : سمعت رسول الله  يقول : ( إن الله تعالى قبض خلقه قبضتين فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار ) ولا أدري في أي القبضتين كنت .
قال ابن رجب : ” إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت “.
11- أن العبرة بالأعمال بالخواتيم .
وقد قال  : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) .
12- في قوله  : ( إن أحدك يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) جاء في رواية تبين معنى الحديث ، وهي : ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار ) .
13- يجب على المسلم أن يحرص أن يطهر باطنه ، كما يحرص أن يطهر ظاهره .
14- التحذير من المعاصي والذنوب ، وخاصة الخفية .
15- الحذر من أن يغتر الإنسان بعمله الصالح .
16- قرب الجنة والنار من العبد .
وقال  : ( إن الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك ) .
الحديث الرابع
عن أم المؤمنين أم عبــد الله عائشـــة – رضي اله عنها – قالت : قال رســـول الله  : ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد “ . رواه البخاري ومسلم
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
من أحدث : أي ابتدع واخترع شيئاً ليس له أصل .
في أمرنا : أي ديننا وشريعتنا .
ما ليس منه : مما ينافيه ويناقضه .
فهو رد : أي مردود على صاحبه وعليه إثمه .
الفوائد :
1- هذا الحديث أصل في رد البدع المستحدثة في دين الإسلام .
قال النووي : ” هذا الحديث مما ينبغي حفظه ، واستعماله في إبطال المنكرات ، وإشاعة الاستدلال به “.
وقال الشيخ الألباني : ” هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام ، وهو من جوامع كلمه  ، فإنه صريح في رد إبطال كل البدع والمحدثات “.
2- تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن نية .
3- أن من أحدث شيئاً في دين الله فعمله هذا مردود عليه .
وقد ذكر العلماء أن العمل والعبادة لا يقبل إلا بشرطين :
الأول : الإخلاص .
لحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ).
الثاني : المتابعة للرسول  .
لحديث الباب .
4- خطر البدع والإحداث في الدين .
لأن البدع تستلزم أن الشريعة غير كاملة ، وأنها لم تتم والعياذ بالله ، وهذا تكذيب للقرآن .
قال تعالى :  اليوم أكملت لكم دينكم ...  فهذه الآية الكريمة تدل على تمام الشريعة وكمالها ، وكفايتها لكل ما يحتاجه الخلق .
قال ابن كثير : ” هذه أكبر نعم الله على هذه الأمة ، حيث أكمل تعالى لهم دينهم ، فلا يحتاجون إلى دين غيره “.
5- أن ديننا كامل فلا يحتاج إلى من يكمله .
قال تعالى :  اليوم أكملت لكم دينكم ...  .
وعن أبي ذر قال : ( تركنا رسول الله  ما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكر لنا فيه علماً ، قال  : ما بقي شيء يقرب إلى الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم ). رواه الطبراني
قال ابن الماجشون : ” سمعت مالكاً يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة ، فقد زعم أن محمداً خان الرسالة ، لأن الله يقول : اليوم أكملت لكم دينكم ، فما لم يكن يؤمئذ ديناً ، فلا يكون اليوم ديناً “.
6- جاءت نصوص كثيرة في التحذير من البدع وأنها ضلال .
كحديث الباب .
وقوله : ( إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ). رواه أبو داود
7- وجوب معرفته البدع للتحذير منها والتنفير .
قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر لكن لتــــــوقيــــه
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
8- أن البدع أحب إلى إبليس من المعصية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” إن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع “ .
الحديث الخامس
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله  يقول ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا إن لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله محارمـــه ، ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله : ألا وهي القلب ) .
-----------------------------------------------------
معاني الكلمات :
بيّن : ظاهر . مشتبهات : جمع مشتبه ، وهي المشكل لما فيه من عدم الوضوح في الحل أو الحرمة
لا يعلمهن : لا يعلم حكمها . اتقى الشبهات : ابتعد عنها .
لدينه : أي عن النقص . الحمى : المحمي .
يرتع : أي تأكل ماشيته منه . محارمه : المعاصي .
الفوائد :
1- قسم النبي عليه الصلاة والسلام الأمور إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : حلال واضح لا يخفى حله .
كأكل الخبز ، والمشي .
القسم الثاني : حرام واضح .
كالخمر والزنا والغيبة .
القسم الثالث : مشتبه : يعني ليست بواضحة الحل أو الحرمة .
فهذه لا يعرفها كثير من الناس ، أما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو قياس .
فهذه الأفضل والورع تركها والابتعـــاد عنها ، لماذا ؟
لأن ذلك أسلم وابرأ لدينــه من النقص ، وعرضه من الكلام فيه .
2- أن من يقع في الشبهات يقع في الحرام لقوله  : ( من وقع في الشبهات وقع في الحرام ) .
أي من أقدم على ما هو مشتبه عنده ، لا يدري أهو حلال أو حرام ، فإنه لا يأمن أن يكون حراماً في نفس الأمر فيصادف الحرام وهو لا يدري أنه حرام .
3- شبه النبي  الذي يقع في الشبهات بالراعي يرعى بغنمــه وإبله حول الحمى ، أي حول المكان المحمي ، يوشك ويقرب أن يقع فيه ، لأن البهائم إذا رأت الأرض المحمية مخضرة مملوءة من العشب فسوف تدخل هذه القطعــة المحميــة ، كذلك المشتبهات إذا حام حولها العبد فإنه يصعب عليه أن يمنع نفسه عنها .
4- من أسباب النجاة من الوقوع في الحرام الورع والابتعــاد عن الشبهات .
قال أبو الدرداء : ” تمام التقوى أن يتقي العبد ربــه ، حتى يتقيه من مثقال ذرة “ .
وقال الحسن البصري : ” ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الوقوع بالحرام “.
وقال الثوري : ” إنما سموا متقين ، لأنهم اتقــوا ما لا يتقى “ .
5- فضل الورع .
6- الاحتياط براءة للدين والعرض .
7- حكمة الله في ذكر المشتبهات حتى يتبين من كان حريصاً على طلب العلم ومن ليس بحريص .
8- أنه لا يمكن أن يكون في الشريعة ما لا يعلمــه الناس كلهم .
9- حسن تعليم النبي  بضرب الأمثال المحسوسة ليتبين بها المعاني المعقولة .
10- يجب على الإنسان أن يهتم بقلبــه ، لأن مدار الصلاح والفساد عليه ، فإذا صلح صلح سائر الجسد وإذا فسد فسد سائر الجسد .
وسمي القلب قلباً : لتقلبـــه في الأمـــــــــــور ، أو لأنه خالص ما في البدن .
مســائل القلب :
أولاً : يجب دعاء الله بإصلاحه وتثبيته .
وقد كان  يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك .
وكان قسم النبي  : لا ، ومقلب القلوب .
ثانياً : التحذير من التساهل في أمر القلب .
قال  : ( إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ) رواه مسلم .
ثالثاً : لا ينفع يوم القيامة إلا القلب السليم .
قال تعالى :  يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم  .
القلب السليم : هو السالم من الشرك والبدعة والآفات والمكروهات ، وليس فيه إلا محبة الله وخشيته .
رابعاً : استحباب الدعاء بسلامة القلب .
كان  يقول ( اللهم إني أسألك قلباً سليماً .. ) رواه أحمد .
خامساً : أهم سبب لحياة القلب الاستجابة لله ولرسوله .
قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه .
سادساً : من أسباب لين القلب ذكر الله .
قال تعالى :  ألا بذكر الله تطمئــن القلـــوب  .
سابعاً : ومن أسباب لين القلب العطف على المسكين .
فقد جاء رجل إلى النبي  يشكو قسوة قلبه ؟ فقال له الرسول  : ( إذا أحببت أن يلين قلبك فامسح راس اليتيم وأطعــم المسكيــن ) رواه أحمد .
ثامناً : ومن أسباب رقة القلب زيارة المقابر .
قال  : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة ، وترق القلب ) رواه أحمد .
تاسعاً : التحذير من قسوة القلب .
قال تعالى :  فويل للقاسيــة قلوبهم من ذكر الله  .
عاشراً : إذا صلح القلب صلح الجسد .
كما في حديث الباب .
من أقوال السلف :
قال بعض السلف : ” خصلتنا تقسيان القلب : كثرة الكلام ، وكثرة الأكــل “.
وقال بعضهم : ” البدن إذا عري رق ، وكذلك القلب إذا قلت خطاياه أسرعت دمعتــه “ .
قال ابن القيم : ” مفسدات القلب : كثرة النوم ، والتمني ، والتعلق بغير الله ، والشبــع ، والمنــام “ .
قال بعض العلماء : ” صلاح القلب بخمسة أشياء : قراءة القرآن بتدبر ، وخلاء البطــن ، وقيام الليــل ، والتضرع بالسحــر ، ومجالســة الصالحين ، وأكــل الحــلال “ .
الحديث السادس
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري  ، أن النبي  قال : “ الدين النصيحة ” .
قلنا : لمن ؟
قال : “ لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ” . رواه مسلم 55
---------------------------------------------------------
معاني الكلمات :
النصيحة : كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له .
أئمة المسلمين : حكامهم .
عامتهم : سائر المسلمين غير الحكام .
الفوائد .
1- أهمية النصيحــة في ديننا الإسلامي .
2 – فضيلة النصيحــة وأنها الدين .
وللنصيحة فضائل :
أولاً : أنها مهمة الرسل .
قال تعالى إخباراً عن نوح :  أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم  .
ثانياً : أن منزلتها عظيمة .
كما في حديث الباب .
ثالثاً : أنها من علامات كمال الإيمان .
كما قال  : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
رابعاً : أنها من حقوق المسلم على أخيه المسلم .
قال  : ( للمؤمن على المؤمن ست خصال : ... وينصح له إذا غاب أو شهد ) .
2- النصيحة تكون لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
فالنصيحة لله : تكون بالإيمان به ، ونفي الشريك عنه ، وترك الإلحاد في صفاته ، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها ، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع النقائص ، والقيام بطاعته ، واجتناب معاصيه .
والنصيحة لرسوله : تكون بتصديق رسالته ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وطاعته في أمره ونهيه ، ونصرته حياً وميتاً ، ومعاداة من عاداه ، وموالاة من والاه ، وإعظام حقه وتوقيره ، وإحياء طريقته وسنته ، وبث دعوته ونشر شريعته .
والنصيحة لأئمة المسلمين : تكون بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه ، وأمرهم به وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ، وترك الخروج عليهم ، وتألف قلوب الناس لطاعتهم ، وأن يدعى لهم بالصلاح .
والنصيحة لعامة المسلمين : تكون بإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم ، وكف الأذى عنهم ، وتعليم ما يجهلونه من دينهم ، ويعينهم عليه بالقول والفعل ، وستر عوراتهم ، وسد خلاتهم ، ودفع المضار عنهم ، وجلب المنافع لهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكــر برفق وإخلاص ، والشفقة عليهم ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه .
4 – ينبغي أن تسود النصيحة بين المسلمين ، فإنها من أعظم مكملات الإيمان .
سئل ابن المبارك : أي الأعمال أفضل ؟ قال : النصح لله .
وقال الفضيل : ” المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير “ .
وقال أيضاً : ” ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام ، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس ، وسلامة الصدور ، والنصح للأمة “ .
قال أبو بكر المزني : ” ما فاق أبو بكر أصحاب رســول الله بصوم ولا بصلاة ، ولكن بشيء كان في قلبه . . قال ابن علية : الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة في خلقه “ .
وقال أبو الدرداء : ” إن شئتم لأنصحن لكم : إن أحب عباد الله إلى الله ، الذين يحبّبون الله تعالى إلى عباده ويعملون في الأرض نصحاً “ .
وقال حكيم : ” ودّك من نصحـــك “ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” فإن المؤمن للمؤمن كاليدين تغســل إحداهما الأخــرى “ .
5- لقد طبق الصحابة رضوان الله عليهم هذا الحديث وعملــوا به .
ذكر النووي في شرح مسلم : ” أن جريراً أمر مولاه أن يشـتري له فرساً ، فاشترى له فرساً بثلاثمائة درهم وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن ، فقال جرير لصاحب الفرس : فرسك خير من ثلاثمائة درهم ، أتبيعه بأربعمائة درهم ؟ قال : ذلك إليك يا أبا عبد الله . فقال : فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم ؟ ثم لم يزل يزيد مائة فمائة وصاحبه يرضى وجرير يقول فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة درهم فاشتراه بها . فقيل له بذلك فقال : إني بايعت رسول الله  على النصح لكل مسلم “ .
هكذا يفعل صحابة الرسول  في النصح للمسلمين في أمور دينهم ودنياهم ولنا فيهم أسوة  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ  . (الممتحنة:6)
5- ومن أعظم النصـــح أن ينصح لمن استشـــاره في أمره .
كما قال  : ( إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصــحه ) .
وكذلك النصح في الدين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” ثبت في الصحيح أن النبي  قالت له فاطمة بنت قيس : قد خطبني أبو جهم ومعاوية ، فقال لها : أما أبو جهم فرجل ضراب للنساء ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، فبين النبي  حال الخاطبين للمرأة ، فإن النصــح في الدين أعظم من النصح في الدنيا ، فإذا كان النبي  نصح المرأة في دنياها فالنصيحة في الدين أعظم “ .
9 – ينبغي أن تكون النصيحة برفق وأن تكون سراً .
قال الشافعي : ” من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه “ .
قال الشاعر :
تغمدني بنصحك في انفرادي وجنّبي النصيحة َ في الجماعة
فإن النصــــــــحَ بين الناسِ نوعٌ من التوبيخِ لا أرضى اســتماعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://joseph.forumarabia.com
 
سلسلة الأربعين النووية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس  :: السنة النبوية :: الحديث الشريف-
انتقل الى: