منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس
الآداب الإسلامية Hyjra8ndq0qs
منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس
الآداب الإسلامية Hyjra8ndq0qs
منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إذا لم يستطيع العضو التفعيل من خلال الرسالة المرسلة على إيميل العضو المشترك فلينتظر التفعيل من إدارة المنتدى
مواضيع مماثلة
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تفعيل إشتراك العضو
الآداب الإسلامية 377911910
المواضيع الأخيرة
» شرح حساب مثلثات
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالأحد سبتمبر 01, 2019 12:01 pm من طرف Yomna

» مراجعة رياضيات الصف الثالث الاعدادى
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالأربعاء يناير 18, 2017 4:32 am من طرف ميروبحبح

» امتحان هندسة
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 02, 2016 6:38 am من طرف محمد جبر

» طريقة لتحويل العدد الدائر
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالخميس مايو 19, 2016 2:18 pm من طرف balale

» شرح درس المثلث
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة أبريل 01, 2016 8:25 am من طرف mahmoud soft

» شرح المتتابعات
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالأحد مارس 27, 2016 1:12 am من طرف danavaroqa

» إختباران جبر + هندسة الصف الأول الإعدادى ترم ثانى
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالإثنين مارس 21, 2016 3:07 pm من طرف سعيدعبدالقادر

» سلسلة متتابعات هندسية
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالأربعاء فبراير 17, 2016 1:20 am من طرف مستر محمد 77

» مراجعة هندسة للصف الأول الإعدادى تيرم ثانى (7)
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2016 7:36 am من طرف محمد جبر

» نظرى هندسة الصف الصف الثالث الإعداد ى
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 02, 2016 9:40 am من طرف محمد جبر

» دليل المعلم فى مادة الرياضيات للصف الثانى الإعادى ترم أول
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2015 12:22 pm من طرف salah1970

» مذكرة فى شرح الجبر
الآداب الإسلامية Icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2015 3:58 am من طرف زيزو الزيتونى

كن عضوا فعالا
الآداب الإسلامية 196016382
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس على موقع حفض الصفحات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
عدد الزائرين

 

 الآداب الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:28 pm


آداب السفر

آداب الطريق و آداب السفر

--------------------------------------------------------------------------------

آداب الطريق


ذات يوم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (إياكم والجلوسَ على الطرقات) فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال صلى الله عليه وسلم: (فإذا أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها). قالوا: وما حق الطريق؟
قال صلى الله عليه وسلم: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر) [متفق عليه].
********
الطريق مرفق عام، وهو ملك للناس جميعًا، ولو اعتبر كل إنسان الطريق جزءًا من بيته، لحافظنا عليه.
ومن آداب الطريق التي يجب على كل مسلم أن يلتزم بها:

غض البصر: المسلم يغض بصره عن المحرمات، امتثالا لأمر الله -تعالى-: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
[النور: 30-31].

إماطة الأذى: المسلم يميط الأذى كالحجارة أو الأسلاك أو الزجاج أو غيرها فيبعده عن الطريق، قال صلى الله عليه وسلم: (... وتميط الأذى عن الطريق صدقة) [متفق عليه]. ويتجنب قضاء الحاجة في الطريق، حتى لا يؤذي
أحدًا، ويتجنب اللعب، والمزاح غير المقبول، ولا يسخر ممن يسير في الطريق ولا يستهزئ بهم.
ولا يضيق على المارة، وإنما يفسح لهم الطريق. وإن كان يحمل عصًا أو مظلة أو شيئًا يمكن أن يؤذي المسلمين؛ فيجب أن يحترس في حمله حتى لا يؤذيهم، ولا يحرك يديه بعنف أثناء السير في الأماكن المزدحمة، ولا يزاحم أثناء صعود الكباري أو المشي في الأنفاق -مثلا-.

الالتزام بآداب مرور السيارات: فسائق السيارة يلتزم بآداب المرور، ويحترم شرطي المرور، ويلتزم بالإشارات، ولا يستخدم آلة التنبيه بكثرة؛ حتى لا يزعج المرضى، ويلتزم بالسرعة المحددة له في الطريق.

رد السلام: المسلم عندما يسير في الطريق يلقي السلام على من يقابله، ويرد السلام بأحسن مما سمع.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [متفق عليه]. والمسلم يعاون من لا يستطيع عبور الطريق
أو السير؛ فيأخذ بيده، وإن كان له سيارة أو وسيلة يركبها فله أن يحمل معه غيره، ويرشد الضالَّ الذي فقد طريقه، ويفضُّ المشاجرات التي يستطيع فضَّها والإصلاح بين أطرافها.

الاعتدال والتواضع في المشي: المسلم يجعل مشيه وسطًا بين الإسراع والبطء ولا يمشي بخُيلاء أو تكبر، قال تعالى: {واقصد في مشيك} [لقمان: 19]. وقال تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولا لن تبلغ الجبال طولاً} [الإسراء: 37].

السير في جانب الطريق: المسلم يلتزم جانب الطريق (الرصيف) عندما يمشي على رجليه؛ حتى لا يتعرض للإصابة بحوادث السيارات أو الدراجات، ويجب التمهل عند عبور الشارع، والتأكد من خلو الطريق من العربات.
الحرص على نظافة الطريق: وتجنب رمي القاذورات فيها، وحبذا لو تعاون الجميع على تنظيفها.

الأدب عند السير مع الكبير: فلا يتقدم عليه، وليستمع إليه إذا تحدث، كما أنه يمشي عن يساره ليكون له أولوية الخروج والدخول وغير ذلك.

عدم الأكل أثناء السير: فإن ذلك منافٍ للمروءة.

عدم رفع الصوت في الطريق: حتى لا يؤذي السائرين، أو تتسرب
الأسرار، ويتجنب المزاح غير المقبول مع رفقاء الطريق.

آداب السفر

كان سعيد بن يسار مع عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في سفر إلى مكة وكانا يسيران بالليل. فلما اقترب الفجر، نزل سعيد من على راحلته وصلى الوتر، ثم ركب وأدرك ابن عمر في الطريق. فسأله ابن عمر: أين كنت؟ قال: خشيت الفجر، فنزلت فأوترت. فقال ابن عمر: أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة؟ فقال سعيد: بلى، والله. فقال ابن عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير. [مسلم].
***
أمر الله -عز وجل- بالسياحة في الأرض، والنظر والاعتبار في آلائه ودقة صنعه وتَدَبُّرِ آثار الأمم السابقة. فقال تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } [العنكبوت: 20]. وقال: {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} [الأنعام: 11]. وقال: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15]. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا) [أحمد].
وفي السفر فوائد كثيرة جمعها الشافعي في قوله
:

تَغَرَّبْ عن الأوطان في طلب العـلا
وسافر ففي الأسفار خمـس فـوائــد
تفرُّج همِّ، واكتســـاب معيشــة
وعـلم، وآداب، وصـحـــبــة ماجــد


وتتعدد أسباب سفر المسلم؛ فهو يسافر للحج والعمرة، أو لطلب العلم، أو للسعي وراء الرزق، أو لزيارة قريب أو صديق، وغير ذلك.
ومن آداب المسلم في السفر:
النية الصالحة: المسلم يجعل من سفره قربة إلى الله باستحضار النية الصالحة، قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه].
أن يكون السفر لما يحبه الله ويرضاه: قال صلى الله عليه وسلم: (ما من خارج من بيته إلا ببابه رايتان؛ راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته. وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته) [أحمد والطبراني].
الاستشارة والاستخارة قبل الخروج للسفر: المسلم يشاور إخوانه فيما ينوي عمله من أمور؛ قال تعالى: {وأمرهم شورى بينهم} [الشورى: 38] كما أنه يستخير ربه، ويعمل بما ترتاح إليه نفسه بعدها؛ روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سعادة ابن آدم استخارته الله. ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له. ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله. ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له) [الترمذي والحاكم].
قـضاء الديون ورد الودائع: المسلم يؤدي ما عليه من ديون وودائع، وغيرها من الأمانات قبل سفره، فإن لم يقدر على سداد الدَّين، فليستأذن المدين في الخروج، فإن أذن له خرج وإلا قعد. فعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ترك علي بن أبي طالب في مكة؛ حتى يؤدي الودائع إلى أهلها.
وصية الأهل: قال صلى الله عليه وسلم: (ما حقُّ امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) [متفق عليه].
اخـتيار رفيق السفر: المسلم يختار رفيقه في السفر من أهل الدين والتقوى ليعينه على الطاعة، قال صلى الله عليه وسلم: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) [أبوداود والترمذي]. وقال صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده) [البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: (الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة رَكْبٌ)
[أبو داود والترمذي وأحمد] وقيل: اختر الرفيق قبل الطريق.
إعداد الزاد: يحرص المسلم على إعداد الزاد والنفقات التي توصله إلى غايته بسلامة الله.
يفضل السفر يوم الخميس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يخرج في سفر إلا يوم الخميس. [أبو داود].
السفر أول النهار: دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة لمن يبكرون في أعمالهم، فقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) [أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه] وكان صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم في أول النهار. [أبو داود].
الصلاة قبل السفر: المسلم يحرص على صلاة ركعتين قبل سفره، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرًا) [ابن أبي شيبة].
توديع الأهل والأصدقاء: المسلم يودع أهله عند سفره، ويوصيهم بخير، وقد كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول للرجل إذا أراد السفر: هلم أودِّعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك) [أبوداود].
دعاء الأهل والأصدقاء للمسافر: المسلم يتمنى للمسافر التوفيق والسلامة، فقد ذهب رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أريد السفر فزودني، فقال: (زودك الله التقوى). قال: زدني، قال: (وغفر ذنبك). قال: زدني -بأبي أنت وأمي-. قال: (ويَسَّر الله لك الخيرَ حيثما كنت) [الترمذي والحاكم]. طلب الدعاء من المسافر: قال عمر -رضي الله عنه-: استأذنتُ النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي، وقال: (أي أخي، أشركنا في دعائك ولا تَنْسَنَا) [الترمذي وابن ماجه وأحمد].
الدعاء عند الرحيل: ويقول عند الخروج من البيت: (باسم الله، توكلتُ على الله. لا حول ولا قوة إلا بالله. رب أعوذ بك أن أضل أو أُضََلَّ، أو أزل أو أُزَل أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل علي) [أبو داود]. فإذا مشي قال: (اللهم بك انتشرتُ، وعليك توكلتُ، وبك اعتصمتُ، وإليك توجهت. اللهم أنت ثقتي، وأنت رجائي، فاكفني ما أهمني وما لا أهتم به، وما أنت أعلم
به مني، اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير حيثما توجهت) [أبو يعلي].
اتخاذ المسافرين قائدًا لهم من بينهم: الجماعة المسافرة تختار واحدًا منهم ليكون قائدًا لهم. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمِّروا أحدهم) [أبوداود والترمذي].
الدعاء عند ركوب وسيلة السفر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركب الجمل، وخرج في سفر، كبر ثلاثًا، ثم قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى ومن العمل ما ترضى. اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا، واطوِ عنَّا بُعْدَه. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل. اللهم إني أعوذ بك من وَعْثَاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل) [مسلم].
مراعاة مشاعر الضعاف من المسافرين: وخاصة إذا كان السفر على الأقدام فيجب مراعاة الضعيف وعدم التقدم عليه؛ حتى لا يشعر بالعجز. وقد قيل: الضعيف أمير الركب.
حسن التعامل مع وسيلة السفر: فإذا كان السفر على دابة، فيجب عدم إرهاقها أو ضربها لتسرع في السير، فإن ذلك منافٍ للرحمة والرفق بالحيوان، كما أن العجلة من الشيطان، وكما قيل: (إن المنبتَّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى).
مراعاة آداب الجلوس أثناء الركوب: المسلم يلتزم عند ركوب المواصلات بمجموعة من الآداب، منها:
- عدم فتح النافذة أو الباب إلا بعد استئذان المجاورين له.
-إذا تناول أحد المسافرين غذاءً أثناء السفر، دعا إليه المجاورين.
-عدم رفع الصوت بحديث خاص.
-يجب على الشاب أن يجعل خير الأمكنة للشيخ الكبير والمرضى والنساء.
-يراعي آداب الذوق العام، فلا يدخن ولا يبصق ولا يرمي بفضلات
طعامه؛ حفاظًا على مشاعر من معه، وحفاظًا على نظافة المركبات.
الإكثار من الدعاء والذِّكر: المسلم يكثر من الدعاء في سفره لنفسه
ولإخوانه؛ لأن المسافر مستجاب الدعوة، ويكثر من الذكر:
-فإذا نزل واديًا قال: (سبحان الله) وإذا صعد مكانًا مرتفعًا قال: (الله أكبر)
[أبو داود].
-وإذا أدركه الليل قال: (يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرِّك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك، أعوذ بالله من أَسَدٍ وأَسْوَد، ومن الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والدٍ وما ولد) [أبو داود وأحمد].
-وإذا نزل منزلا دعا الله بقوله: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) [الترمذي وابن ماجه].
-وإذا كان على مشارف قرية أو مكان وأراد أن يدخله قال: (اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأراضين السبع وما أقللْن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين! أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها) [النسائي].
-وإذا أتى عليه وقت السحر (آخر الليل) أثناء السفر قال: (سمعَ سامعٌ بحمد الله وحسنِ بَلائه علينا، ربنا صَاحِبْنا وأَفْضِل علينا، عائذًا بالله من النار) [مسلم].
التفكر والاعتبار: المسلم يتفكر فيما يشاهده في سفره، ويتدبر في خلق
الله؛ وذلك مما يزيد الإيمان.
مراعاة عادات أهل البلد: إذا وصل المسافر إلى بلد ما، فعليه أن يراعي عادات أهلها وتقاليدهم؛ فلا يفعل ما يخالفها، ما دامت لا تخالف الشرع.
استعمال الرخصة أثناء السفر: شرعت الرخصة للتيسير على الناس، وللمسافر أن يأخذ بها لما في السفر من مشقة، ومنها:
-قصر الصلاة الرباعية: فيصليها ركعتين، عملاً بقول الله -عز جل-: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم إن يفتنكم الذين كفروا} [النساء: 101].
-الجمع بين الظهر والعصر (تقديمًا أو تأخيرًا) وكذلك بين المغرب والعشاء.
-ويباح له الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء. قال تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة: 184]. وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس من البر الصيام في السفر) [متفق عليه].
-ترك صلاة الجمعة ويصلِّيها ظهرًا، فلا جُمْعَة على المسافر.
الإسراع في العودة: قال صلى الله عليه وسلم: (السفر قطعة من العذاب؛ يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهة (أي قضى حاجته من المكان الذي كان فيه) فليعجِّل إلى أهله) [مسلم] وعلى المسلم ألا ينسى عدة أشياء عند عودته، منها:
-حمل بعض الهدايا عند العودة على قدر إمكاناته.
-دعاء العودة وهو نفسه دعاء السفر، غير أنه يزيد في آخره: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) [مسلم].
-الدعاء عند الاقتراب من بلده، فيقول: (اللهم اجعل لنا به قرارًا ورزقًا حسنًا) [النسائي والطبراني].
-إرسال القادم من السفر إلى أهله من يخبرهم بمقدمه حتى يستعدوا للقائه؛ فلا يرى منهم ما يكره.
-أن يبدأ بالمسجد، يصلي فيه ركعتين، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين. [متفق عليه].
استقبال من يزورونه وإكرامهم: المسلم يستقبل الذين جاءوا يهنئونه على سلامة العودة بالبشر والسرور، ويكرمهم قدر المستطاع
آداب المساجد
آداب المساجد و اداب صلاة الجمعة

--------------------------------------------------------------------------------

آداب المساجد

مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر فيه ميت دُفِنَ حديثًا، فسأل أصحابه عنه فقال الصحابة: إنه قبر أم محجن) وهي المرأة التي كانت تنظف المسجد، فعاتبهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يخبروه بموتها، فيصلى عليها صلاة الجنازة وقال: (أفلا آذنتموني؟) فقالوا: كنتَ نائمًا فكرهنا أن نوقظك، فصلى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. [مسلم].
***
كان أحد الأعراب يمتلك جملا لونه أحمر، وكان يحبه حبَّا شديدًا، وذات يوم ضاع الجمل، فظل الرجل يبحث عنه طوال الليل فلم يجده، وفي صلاة الفجر وقف الأعرابي في المسجد ينادي ويسأل الناس عن جمله، فلما سمعه النبي صلى الله عليه وسلم غضب منه؛ لأنه سأل عن جمله في المسجد، وقال له: (لا وَجَدَّتَ إنما بُنِيَتْ المساجد لما بنيت له) [مسلم].
وأمر صلى الله عليه وسلم أصحابه إذا رأوا من يسأل في المساجد عن شيء ضاع منه، أن يقولوا له: (لا ردَّها الله عليك، فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا) [مسلم].
***
المساجد هي بيوت العبادة للمسلمين، والمسلم يحرص على الذهاب إلى المسجد لأداء الصلوات به لما في ذلك من أجر عظيم، قال صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له نُزُلا من الجنة كلما غدا أو راح) [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من تطهر في بيته ثم مشي إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضـة من فرائـض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة) [مسلم]. ومن يداوم على عمارة المساجد والصلاة فيها، ويتعلق قلبه بها فهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة.
وللمسجد آداب، يلتزم بها المسلم ويحافظ عليها، منها:
الطهارة: لا يدخل المسجد جنب، ولا نُفَساء، ولا حائض إلا عابري سبيل وذلك لينال المسلم الأجر العظيم.
التطيب ولبس أجمل الثياب: قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31].
وعلى المسلم أن يتجنب تناول الأطعمة التي لها رائحة كريهة، كالثوم والبصل والكراث وغيرها، قال صلى الله عليه وسلم: (من أكل ثومًا أو بصلا فليعتزلنا، أو فليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته) [متفق عليه].
كثرة الذهاب إليه: حث الإسلام على كثرة الذهاب إلى المساجد، والجلوس فيها، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟).
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: إسباغُ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطَى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط) [مسلم].
الدعاء عند التوجه إليه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو في طريقه إلى المسجد: (اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا واجعل لي نورًا) [مسلم].
التزام السكينة أثناء السير إليه: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم
فصلوا، وما فاتكم فأتموا) [متفق عليه].
الدخول بالرِّجل اليمني مع الدعاء: المسلم يدخل المسجد برجله اليمني، ويقول: بسم الله، اللهم صلِّ على محمد، رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك._[مسلم].
صلاة ركعتين تحية المسجد: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس) [مسلم].
عدم الخروج منه بعد الأذان: إذا كان المسلم في المسجد، وأُذِّن للصلاة، فلا يخرج من المسجد إلا بعد تمام الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلاة فلا يخرج أحدكم حتى يصلي) [أحمد] ويجوز له الخروج للضرورة.
ملازمة ذكر الله: المسلم يحرص على ذكر الله -تعالى- وتلاوة القرآن الكريم وتجنب الانشغال بأمور الدنيا وهو في المسجد. قال صلى الله عليه وسلم:
(... إنما جُعِلَت المساجد لذكر الله وللصلاة ولقراءة القرآن) [متفق عليه].
عدم المرور من أمام المصلي: المسلم لا يمرُّ من أمام المصلي؛ قال صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم المارُّ بين يدي المصلى ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين، خيرًا له من أن يمر بين يديه) [مسلم]. وإذا كان المسلم في جماعة فالإمام سترة للمأمومين، أما إذا كان منفردًا في صلاة فلا يجوز لأحد أن يمر من أمامه إلا بعد اتخاذ سترة.
عمارة المساجد: المسلم يعمر المساجد، ويحافظ على الصلاة فيها، وقلبه مُعلَّق بالمساجد على الدوام، ولا يهجر المساجد أبدًا؛ فالمسجد بيت كل تقي، وبيوت الله في الأرض المساجد.
قال الله -تعالى-: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}
[التوبة: 18]. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) [أحمد والترمذي وابن ماجه].
تجنب رفع الصوت أو التخاصم فيه: المسلم عندما يدخل المسجد؛ فإنه يحافظ على الوقار والسكينة والهدوء. ذات يوم دخل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- المسجد، فوجد رجلين يتخاصمان ويرفعان صوتيهما، فقال لأحد الصحابة: اذهب فأْتني بهذين، فلما جاءه الرجلان قال: من أين أنتما؟
قالا: من أهل الطائف.
فقال عمر -رضي الله عنه-: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضربًا، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. [البخاري]. والمسلم لا يشوش على أحد يصلي في المسجد ولو بقراءة القرآن.
الحرص على نظافته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنه) [متفق عليه].
الدعاء عند الخروج منه: المسلم يخرج من المسجد برجله اليسرى، ويقول: (بسم الله . اللهم صلِّ على محمد . اللهم إني أسألك من فضلك) [مسلم].
عدم انتظار الجنب والحائض فيه: ويجوز مرورهما فيه لقضاء الحاجة. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولوا ولا جنبًا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا} [النساء: 43].
عدم بناء المساجد على القبور: قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) [متفق عليه].
الاقتصاد عند بنائها وعدم زخرفتها: قال صلى الله عليه وسلم: (ما أُمِرْتُ بتشييد المساجد) [أبوداود]. والتشييد يعني: المبالغة في زخرفة المساجد، وقد أمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ببناء مسجد، وقال للقائم على بنائه: إياك أن تحمِّرَ أو تُصَفِّر فتفتن الناس. [البخاري].
بناء المساجد ابتغاء وجه الله: وذلك حتى يحصل المسلم على الأجر والثواب العظيم من الله -تعالى- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله؛ بنى الله له مثله في الجنة) [متفق عليه].
عدم البيع والشراء فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله لك . وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا: لا ردها الله عليك) [الترمذي والنسائي].
الاعتكاف فيها: وهو الجلوس في المسجد والإقامة فيه بقصد التقرب إلى الله وعمل الخير من صلاة، وذكر وتسبيح ودعاء، ويمكن أن يعتكف المسلم لأية مدة شاء، وله أن يقطع اعتكافه في أي وقت، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فيلزم المسجد ولا يخرج منه إلا إلى صلاة العيد.
النوم في المسجد: لا حرج من النوم في المسجد، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام في المسجد، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- ينامون فيه، لكن المسلم عليه أن يحافظ على نظافة المسجد ونظامه.
ترتيب الصفوف: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظم الصفوف للصلاة، فكان الرجال يقفون في الصفوف الأولى، ثم يقف خلفهم الصبيان والأطفال، ثم تقف النساء في آخر المسجد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف ويقول: (استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهَى) [مسلم].
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: (سَوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة) [مسلم].
آداب المسجد الحرام:
عندما يرى المسلم بيت الله الحرام يخشع قلبه، ويرفع يديه وينطلق لسانه: (اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزِدْ مَنْ شَرَّفَه وكرَّمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرَّا) [الشافعي].
ثم يقصد إلى الحجر الأسود فيقبله، فإن لم يتمكن أشار إليه بيده، ثم يقف بحذائه ويبدأ في الطواف حول البيت، ولا يصلي تحية المسجد؛ فإن تحيته الطواف به.
آداب المسجد النبوي:
المسلم يلتزم السكينة والوقار عند دخوله المسجد النبوي، ويحسن أن يكون متطيبًا، يلبس حسن الثياب، ويدعو بدعاء دخول المسجد، ويصلي ركعتين تحية المسجد في الروضة الشريفة (وهي المكان الذي يقع بين بيت الرسول صلى
الله عليه وسلم والمنبر). ويزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتحرك نحو اليمين ويسلم على أبي بكر -رضي الله عنه- ثم يتأخر قليلا ويسلم على عمر -رضي الله عنه- وبعد ذلك يتوجه إلى القبلة ويدعو بما شاء.
والمسلم يتجنب التمسح بالحجرة الشريفة أو تقبيلها، ويعلم أن ذلك يحزن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى أن يعظم قبره، وقال: (لا تجعلوا قبري عيدًا) [أبو داود].
آداب المسجد يوم الجمعة:
وهناك آداب تتعلق بالذهاب إلى المسجد يوم الجمعة خاصة، منها:
الغسل والتجمل والتطيب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من الطهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب
بيته، ثم يروح إلى المسجد ولا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غُفِرَ له من الجمعة إلى الجمعة الأخرى) [البخاري وأحمد].
التبكير في الذهاب إلى المسجد: قال صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثم راح (أي ذهب إلى المسجد) في الساعة الأولى فكأنما قَرَّب بَدَنَة (جملا) ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذِّكر) [متفق عليه].
عدم تخطي الرقاب: فقد جاء رجل ليصلي الجمعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فتخطى رقاب الناس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر فقال صلى الله عليه وسلم: (اجلس فقد آذيت وآنيت (أي أبطأت وتأخرت) ) [أبو داود والنسائي وأحمد].
الإنصات أثناء الخُطبة: فالمسلم ينصت لخطبة الإمام، فيستمع ما يقوله من وعظ وإرشاد، حتى يستفيد منه، ولا يتكلم مع من بجواره، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة، والإمام يخطب أنصت فقد لغوت) [رواه الجماعة].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارًا، والذي يقول له أنصت لا جمعة له) [أحمد والبزار والطبراني].

اداب صلاة الجمعة
فضل وسُنَّ لها التنظف والتطيب ولبس بياض ماشيا بسكينة مبكرة، وخطبته قائما على علو، متوكئا على شيء، وجلوسه بين الخطبتين، وقصده تلقاء وجهه، وقصر خطبته، وطول صلاته، ويسلّم عليهم إذا صعد وقبله، وجلوسه للأذان، والدنو من الإمام، وقراءة الكهف يومها، والجمعة في أولتها، والمنافقين في الثانية، و(السجدة) و(هل أتى على الإنسان) في صبحها، ويجبر الداخل حال الخطبة بركعتين، ويحرم الكلام إلا للإمام ومن كلمه، ويجوز أكثر من جمعة إن احتيج وإلا فالأولى الصحيحة، ثم جمعة الإمام، فإن جبرت أو تساوتا بطلتا.
الفصل الذي بعده يقول: "يسن لها التنظف" ، يعني كالاغتسال، ذهب بعض الظاهرية إلى وجوب الاغتسال للجمعة، جاء حديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى الجمعة فليغتسل وهذا أمر، فلا صارف له.
وجاء حديث آخر: غسل الجمعة واجب على كل محتلم أي: على كل بالغ، فأخذوا من ذلك أنه واجب. ولكن جاء حديث أيضا: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل .
فدل على أن الغسل أفضل، وأن الوضوء كافٍ؛ وذلك لأنه هو الفرق، ولأنه لم يرفع به الحدث، وأما الغسل فلا يجب إلا إذا كان على الإنسان حدث أكبر كالجنابة ونحوها.
ولكن لما كان الغسل للنظافة كان مسنونا ومستحبا، وأوجبه بعض العلماء على من كان بعيد العهد بالنظافة، وقالوا: إن سبب شرعية الاغتسال يوم الجمعة -وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق- أن الناس كانوا أهل عمل وأهل حرفة، ويشتغل أحدهم طوال النهار، وتتسخ ثيابه، ويتسخ بدنه، فإذا جاءوا إلى صلاة الجمعة يوجد منهم الروائح التي تؤذي الآخرين، فأُمروا للجمعة بأن يتنظفوا، وأن يتطيبوا، وأن يغتسلوا؛ حتى لا يؤذي بعضهم بعضا. هذا هو السبب في شرعية الغسل.
فإذا كان الإنسان حديث عهد بالنظافة فلا يلزمه أن يغتسل، إنما إذا كان بعيد العهد بالنظافة، متسخ الجسد، يخشى أن يتأذى منه المصلون، أو تتأذى منه الملائكة، قال -صلى الله عليه وسلم-: إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم .
ثانيا: التطيب، أن يتطيب من طيب أهله، أو طيب بيته؛ وذلك لأن المسجد له أهميته، فيأتيه برائحة طيبة، ويكون أيضا هو طيب الرائحة.
ثالثا: لبس بياض، أي يلبس ثيابا بيضًا جددا نظيفة؛ لأن البياض مما يحبه الله، في الحديث: البسوا من ثيابكم البياض؛ فإنها من خير ثيابكم ويسن أن يكون جديدا أو غسيلا؛ حتى يكون ذلك دليلا على احترامه هذه العبادة، أي أنه محترم لها وأنها مقدر قدرها.
رابعا: أن يمشي، حتى تكتب له خطواته، أن يذهب ماشيا، ولو مشى ساعتين يحتسب ذلك، إذا كانت تكتب له خطواته، فإن كان المسجد بعيدا كما في هذه الأزمنة، وتيسرت هذه المراكب، فله أن يركب، كذلك يكون مشيه بسكينة، جاء في الحديث: إذا سمعتم الإقامة فلا تأتوا وأنتم تسعون، وأتوا وأنتم تمشون وعليكم السكينة والوقار، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا .
السكينة: يعني أن يمشي بهدوء ولا يسرع في مشيه، ولا يمشي بعجلة؛ فإن ذلك ينافي السكون وينافي الوقار.
خامسا: أن يكون مبكرا، أن يأتي مبكرا، يعني المأمومون، التبكير إليها أفضل، إذا جاء في أول النهار بعد طلوع الشمس فكأنما قرب بدنة، أي: كأنه ذبح بدنة وتصدق بلحمها، وإذا لم يأتِ إلا في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، أي تصدق بها، وهذا يدل على كثرة التفاوت. التفاوت بين من جاء في الأولى ومن جاء في الخامسة.
"خطبته قائما على علو": الإمام يخطب قائما، والدليل قوله تعالى: وَتَرَكُوكَ قَائِمًا وذلك لأنه إذا كان يخطب قائما كان أبلغ لصوته، الناس ينظرون إليه، وقد يكون بعضهم بعيدا، فإذا كان جالسا فقد لا يبلغهم صوته، فلا جرم، شُرع أن يخطب وهو قائم، يمكن أن يتسامح فيما إذا كان هو إمام الحي ولا يقدر على القيام.
روي أن عثمان -رضي الله عنه- لما أسن كان يخطب جالسا؛ وذلك لأن سنه تجاوز الثمانين، فكان من المشقة عليه أن يقوم، فكان يخطب جالسا، وقلده بعض خلفاء بني أمية، وأنكر عليهم بعض الصحابة لما رأى أحد الخلفاء أو أحد الأمراء من بني أمية يخطب جالسا، قال له: انظروا إلى هذا يخطب جالسا، والله تعالى يقول لنبيه: وَتَرَكُوكَ قَائِمًا .
يسن أن يكون على علو، يعني على مكان مرتفع، وهو ما يعبر عنه بالمنظار، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب على جذع نخلة معروف في قبلة المسجد، يرتفع عليه قدر ذراع، أو قدر ذراع ونصف، حتى يكون مرتفعا، يشاهدونه ويشاهدهم، ثم صنع له هذا المنبر ثلاث درجات من طرفاء الغابة، أي قطع ذلك النجار قطعة من الخشب طولها نحو ذراع ونصف، وارتفاعها عن الأرض قدر ذراع، وجعلها كالعتبة الأولى، ثم ثانية مثلها، ثم ثالثة مثلها، يعني كان المنبر ثلاث عتبات، وكان من خشب، من خشب الأسل أو الطرفاء، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب على الدرجة الثالثة؛ وذلك لأنه بذلك يكون مرتفعا حتى يقابل الناس، ثم إن أبا بكر لما تولى الخلافة فمن تواضعه خطب على الدرجة الثانية، وجاء بعد ذلك عثمان، عثمان -رضي الله عنه-، جاء بعد ذلك عمر، وتواضع فخطب على الدرجة الأولى، وأما عثمان فرأى أنه يخطب على الدرجة العليا.
وبكل حال فإنه يكون على علو، وصنعت هذه المنابر، وهي أرفع من المنبر النبوي في ذلك الوقت، الذي هو ثلاث درجات، قد يكون ثلاثة أذرع، ولكن فيها أنها مرتفعة حتى يطل على المأمومين.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب يتوكأ على عصا، وأحيانا على قوس، وأحيانا يكون معه سيف يتوكأ عليه، يعني يعتمد عليه، فرأى العلماء أن ذلك سنة، أن يكون معه شيء يتوكأ عليه؛ وذلك لأنه كان يطيل الخطبة، ربما أن خطبته تكون نصف ساعة أو ثلثي ساعة، فمن المشقة عليه أن يقف بدون أن يعتمد على عصا، ولم يكن هناك شيء يمسكه إذا خطب؛ لأنه يقف في قبلة المصلين. فكان يتوكأ على شيء يعتمد عليه حتى لا يتعب ولا يمل من طول القيام، فقالوا: لا بد أو يسن أن يتوكأ على شيء، على العصا يمسكها بيده اليمنى، أو على سيف أو قوس أو نحو ذلك.
"وجلوسه بين الخطبتين": يجلس بين الخطبتين قدر دقيقة أو نحوها ليريح نفسه، وما ذاك إلا أنه يطيل، فيحتاج إلى أن يريح نفسه بعد الخطبة الأولى؛ لأنه قد يسأم ويتعب من الخطبة.
"يقصد تلقاء وجهه": يقابل المصلين بوجهه، ومع ذلك له أن يلتفت يمنة أو يسرة، هذا هو السنة، أن يلتفت أحيانا، ولكن أكثر وقوفه مقابل من هم أمامه.
"وقصر خطبته وطول صلاته": جاء أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه يعني علامة على أنه فقيه.
ثم نقول: القصر أمر نسبي، القصر والطول أمر نسبي؛ لأنهم قدَّروا بعض الخطب أنها نصف ساعة، الخطبة الواحدة أو الأولى أنها نصف ساعة، وهي قصيرة بالنسبة إلى الذي خطبته ساعة، فالذي يخطب ساعة يعتبر قد أطال، والذي يخطب نصف ساعة يعتبر قد قَصَّر، فخطبته قصيرة.
فَهِمَ بعض الخطباء من هذا الحديث أن القصر هو القصر الشديد، فبعضهم الخطبتان يجعلهما في ربع ساعة، ولا شك أن هذا خطأ، وأن الأولى أن تكون الخطبة لها موضوع مهم، وأن يستوفي ذلك الموضوع الذي تطرق له، وأن يأتي به، يأتي بكل ما يتعلق به من أدلة أو تعليلات، وإذا كان يحتاج إلى تفاصيل في الأحكام فإنه يفصل ذلك.
يُسَنّ أن يخطب كل جمعة بما يناسب الحال، فيخطب إذا رأى في الناس -مثلا- تكاسلا عن الجمعة، فخطب في فضل الجمعة والتقدم، وإذا علم فيهم تكاسلا عن ترك صلاة الجماعة خطب في ذلك، وإذا ناسب أيضا، ناسب ترغيبهم في صلاة التطوع رَغّبهم وخطب في ذلك، وهكذا في كل جمعة بما يناسب الحال.
كذلك أيضا في المناسبات، في رمضان له خُطَبه التي تناسبه، وفي موسم الحج له خُطَبه التي تناسبه، وفي الزكاة له خطبه التي تناسبه، وأشباه ذلك، ولكن مع ذلك تكون الخطبة مشتملة على موعظة؛ لأن ذلك هو الذي يحرك القلوب، فله أن يخطب عن الموت وأهواله، وعن عذاب القبر وما فيه، ويخطب عن يوم القيامة وشدته، وعن الحساب الذي في الدار الآخرة، وعن الحساب وشدته، والميزان وكفتاه، والصراط، والجنة ونعيمها، والنار وعذابها، يحرك القلوب بذلك؛ لأنه قد يحضر من قَسَت قلوبهم بسبب ممارساتهم للمعاصي، وبسبب -أيضا- لهوهم وشدة ولعهم بأمور دنياهم، فيحتاجون إلى ما يرقق قلوبهم، فتشتمل الخطب على أشياء مما يرقق القلوب حتى يرجعوا وقد استفادوا. هذا هو الأصل.
وكذلك طول الصلاة أمر -أيضا- نسبي، وسيأتينا دليله، إذا صعد الإمام على المنبر شُرع له أن يسلم "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" فيسلم عليهم إذا صعد المنبر، وله أن يسلم قبل أن يصعد إذا مر على المصلين أو بعضهم يقول: السلام عليكم، إذا سلم جلس على كرسي أو على عتبة حتى يفرغ المؤذن، ثم بعد ذلك يشرع في الخطبة.
فهنا قال يعني: "سن له التنظف" هذا عام في الإمام والمأمومين، وقوله: "خطبته قائما" إلى قوله: "وجلوسه" هذه كلها تتعلق بالإمام والخطيب، ثم قوله: "والدنو من الإمام" هذا في حق المأمومين، أي: يشرع للإنسان أن يتقدم حتى يكون قريبا من الإمام، أي يكون في الصف الأول.
كانوا يتسابقون إلى صلاة الجمعة، وإلى الصف الأول، منهم سعيد بن المسيب، دخل مرة المسجد وإذا قد سبقه ثلاثة، فعزّى نفسه وقال: إن رابع أربعة لمن السابقين، يعني أنا من السابقين إذا كنت رابع أربعة، ما سبقني إلا ثلاثة، يحرص المسلم على أن يكون من الأولين الذي يأتي مبكرا ويدنو من الإمام.
"تسن قراءة الكهف في يومها": يسن لكل المصلين أن يقرءوا سورة الكهف في ذلك اليوم، ورد فيه حديث مشهور أن من قرأها أضاء له نور ما بينه وبين السماء يعني صعد له هذا النور، فيكون ذلك دليل على فضل هذه السورة، وإن كان بعض العلماء ضعف ذلك الحديث، ولكنه شهرته وكثرة العمل به تدل على أن له أصلا.
"والجمعة في أولتها": يعني في صلاة الجمعة يسن أن يقرأ فيها بسورة الجمعة في الركعة الأولى، والمنافقين في الثانية، هكذا روي أنه -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة وسورة المنافقين، وقالوا إن هذا لم يقل به إلا الإمام أحمد، كما ذكر ذلك ناظم المفردات في قوله:
ثم صلاة الجمعة اقرأ فيها
ســورتها وســورة تليهــا

سورتها هي سورة الجمعة، والسورة التي تليها هي سورة المنافقون، كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هاتين السورتين، يقرأ بهما، وكثيرا ما يقرأ بسورتي (سبح) و (الغاشية)، يعني أكثر ما كان يقرأ بهاتين السورتين سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى لأن فيها الأمر بالتذكير في قوله تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى أي مناسب أن تقرأ هذه السورة؛ لأن الجمعة وقت تذكير، ثم تقرأ بعدها سورة الغاشية؛ لأن فيها أيضا أمر بالتذكير فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ فالسورتان فيهما الأمر بالتذكير.
وأما الجمعة ففيها الأمر بالتوجه إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ والمنافقون في آخرها -أيضا- الاهتمام بذكر الله لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ فإن في الجمعة ذكر، فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ فهذا مناسبة قراءة هذه السور.
يسن أن يقرأ (الم السجدة) و (هل أتى على الإنسان) في صبحها، أي فجر يوم الجمعة، يقرأ فيه بـ(الم السجدة) في الركعة الأولى، و (هل أتى على الإنسان) في الثانية، ومناسبتها أنه ورد أن الجمعة هو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وفي هاتين السورتين تذكير بالمبدأ والمعاد.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أفضل يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنة، وفيه أُخْرِجَ منها، وفيه تقوم الساعة فإذا كانت الساعة تقوم في هذا اليوم، وكذلك -أيضا- هو مبدأ الخلق، ناسب أن تذكر السورتان، فيهما التذكير بذلك. التذكير بخلق السماوات اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ إلى قوله: وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ بدء خلق الإنسان، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، هذا بدء خلق الإنسان.
كذلك -أيضا- المعاد في قوله: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ إلى قوله: وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وفيها أيضا ذكر الثواب والعقاب، ففي قوله تعالى: أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ فيكون فيها ذكر المبدأ والمعاد، والثواب والعقاب، وهكذا أيضا في سورة الإنسان في قوله: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ إلى قوله: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ هذا بدء خلق الإنسان.
وكذلك -أيضا- فيها ذكر الثواب والعقاب في قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ إلى آخرها، ففيها ذكر الثواب والعقاب، هذا هو السبب في قراءة هاتين السورتين.
ذُكِرَ أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يداوم عليهما، ولكن بعض العلماء كرهوا المداومة دائما مخافة اعتقاد العامة أنها واجبة، وأن من لم يقرأها فلا صلاة له، إذا دخل الداخل حال الخطبة يجبر أن يصلي ركعتين، كما في حديث سُليك الغطفاني لما دخل وجلس قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: قم فاركع ركعتين ولو كان في حال الخطبة، هذا هو الدليل، ولعموم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين هذا هو قول الجمهور أن الداخل عليه أن يصلي، وعليه أن يخفف.
في بعض الروايات: صلِّ ركعتين وتجاوز فيهما يعني خففهما، لأجل أن ينصت للخطبة.
وتغتفر هذه الحركة التي هي صلاة ركعتين، تغتفر من الحركة في يوم الجمعة؛ وذلك لأنه ورد الأمر بالإنصات، والأمر بترك الحركة، حتى قال في الحديث: إذا قلت لصاحبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت مع أن هذا أمر بالمعروف، فجعل هذا لغوا، اللغو الذي نهى الله -تعالى- عنه وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ فقد لغوت.
ونهى أيضا عن الحركة في حالة الخطبة حتى قال: من مس الحصى فقد لغا ثم رخص في قوله: واحدة أو دع كانت المساجد فيها حجارة، يجعلون فيها حصباء، والحصباء إذا سجد أو وقف عليهما فقد يكون فيها صعوبة، فعليه أن يمسح موضع سجوده قبل أن يبدأ الخطيب، فأما بعد ذلك فإنه يتركها، من مس الحصى فقد لغا فلا يرخص في شيء من الحركة إلا في صلاة ركعتين لمن دخل والإمام يخطب لحديث سليك الغطفاني.
ثم الحنفية لا يرون ذلك، ويصعب إلزامهم، غير الحنفية إذا دخل أحدهم وأنت تخطب فإنك تكلفه وتقول له: قم فصلِّ ركعتين، أو تقول: صلِّ ركعتين يا فلان، أما هؤلاء -الباكستانيين والهنود ونحوهم- فإن مذهب أبي حنيفة أنه يجلس ويقول: إن هذه سنة -يعني التحية- وإن الاستماع واجب، فنقدم الواجب على السنة.
ونحن نقول: إن هذه السنة جاء عليها دليل، والدليل يقدم، فلا بد أن نعمل بالدليل ولو كان فيه ترك سنة.
يحرم الكلام إلا للإمام ومن كلّمه، إذا قلت لصاحباك أنصت فقد لغوت حتى ولو كان أمرا بالمعروف، إلا للإمام ولمن كلمه الإمام. الإمام يجوز أن يكلم؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال: صلِّ ركعتين وتجوَّز فيهما فهذا كلام من الإمام، وأما المأموم فإذا كلم الإمام فإنه يجوز، في حديث أنس المشهور أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قائما يخطب، فدخل رجل من أحد الأبواب فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وجاء العيال، وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يغيثنا، وفي الجمعة الثانية دخل رجل فقال: يا رسول الله، تهدمت القصور وانقطعت السبل، فادع الله أن يمسكها فهذا كلم الإمام، فمن كلّم الإمام واقترح عليه شيئا أن يقول: يا إمام، نبه على كذا، أو يا إمام، تعرض لكذا، فإنه يجوز. وأما أن يتكلم مع المأمومين فلا يجوز.
"ويجوز أكثر من جمعة إن احتيج، وإلا فالأولى الصحيحة": تعداد الجمع في البلد ما كان معروفا، كانوا إذا بنوا مسجدا للجمعة كبّروه حتى يتسع لأهل البلد، ولو كانوا مائة ألف، يوسّعون المسجد حتى يتسع لهم، ويمنعون تكرار الجُمَع، أن يكون في البلد جامعان أو أكثر.
فالعهد النبوي المدينة كلها ليس فيها مسجد تقام فيه الجمعة إلا المسجد النبوي، لا في قباء ولا في غيره، يأتون من أماكن بعيدة، من مسيرة ساعتين أو نحوها لأجل أن يؤدي الجمعة في هذا المسجد.
لما كان في عهد علي في الكوفة واتسعت الكوفة، رخَّص أن يصلوا في مسجده، هذا أول ما عهد، ثم توسع الناس في هذه الأزمنة فصاروا يجعلون كل مسجد كبير يجعلونه جامعا حتى تعددت الجوامع، ولا شك أن هذا مخالف للحكمة، عذرهم كثرة الناس وأن المساجد تمتلئ، ولكن نقول إن عند تأسيس المسجد يجب أن يوسع، أن يوسع حتى يتسع لمائة ألف أو لخمسين ألف، الذين يمكن أن يجتمعوا، فأما الذين في هذه الأزمنة يبنون مسجدًا يتسع لألف فيقولون: نجعله جامعا، وآخر مثلا يبعد عنه نحو ثمانين متر، ثمانمائة متر، ويجعلونه جامعًا، يصلى في هذا ألف ويصلى في هذا خمسمائة، فإن هذا يخالف الحكمة.
ما كانت تتعدد المساجد في المدن، ففي الحرم المكي يصلي أهل مكة كلهم في هذا الوقت، وفي الحرم المدني يصلي أهل المدينة في ذلك المكان، ولو حصل منه ضيق؛ ولهذا وسعه عثمان حتى يتسع، لما كان يضيق بأهله وسعه عثمان، ثم بعد ذلك وسعه الوليد، ثم لا يزال توسيعه إلى هذه الأزمنة.
وسع هذه التوسعة الزائدة، وكذلك الحرم المكي ما كان واسعا فيه هذه المصابيح القديمة، وفي الجمع يجعل أروقة محيطة بالمصابيح حتى يصلي الناس في تلك الأروقة إذا امتلأت المصابيح.
وبكل حال فإنه لا يجوز إقامة جمعتين إلا عند الضرورة وعند الحاجة، ومع ذلك مع كثرة أهل هذه الأزمنة يقال: إنها تصح لأجل العذر الذي هو الزحام، يقول: إذا تعددت الجوامع، فإن الجمعة الأولى هي الصحيحة، والثانية تعتبر باطلة، فإذا جهلت هل هؤلاء صلوا قبل أو هؤلاء صلوا قبل.
فالصحيحة هي التي يصلى فيها الإمام، أي: والي البلد الأمير ونحوه، فإذا جهلت أو تساوتا بطلتا.
إذا جهل أيهما المصلى قبل بطلت الجمعتان عليهم أن يجتمعوا في جمعة واحدة، وألا يتكرر فعل صلاة الجمعة في البلد أكثر من واحد، هذا هو ما يتعلق بصلاة الجمعة، بعدها صلاة العيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:32 pm

آداب الصداقة والصديق

--------------------------------------------------------------------------------

آداب الصداقة والصديق

فإن للصحبة آداباً قلّ من يراعيها. ولذلك فإننا كثيراً ما نجد المحبة تنقلب إلى عداوة، والصداقة تنقلب إلى بغضاء وخصومة، ولو تمسك كل من الصاحبين بآداب الصحبة لما حدثت الفرقة بينهما، ولما وجد الشيطان طريقاً إليهما.

ومن آداب الصحبة التي يجب مراعاتها:

1- أن تكون الصحبة والأخوة في الله عز وجل.

2- أن يكون الصاحب ذا خلق ودين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: << المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل >> [أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].

3- أن يكون الصاحب ذا عقل راجح.

4- أن يكون عدلاً غير فاسق، متبعاً غير مبتدع.

5- ومن آداب الصاحب: أن يستر عيوب صاحبه ولا ينشرها.

6- أن ينصحه برفق ولين ومودة، ولا يغلظ عليه بالقول.

7- أن يصبر عليه في النصيحة ولا ييأس من الإصلاح.

8- أن يصبر على أذى صاحبه.

9- أن يكون وفياً لصاحبه مهما كانت الظروف.

10- أن يزوره في الله عز وجل لا لأجل مصلحة دنيوية.

11- أن يسأل عليه إذا غاب، ويتفقد عياله إذا سافر.

12- أن يعوده إذا مرض، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، وينصح له إذا استنصحه، ويشمته إذا عطس، ويتبعه إذا مات.

13- أن ينشر محاسنه ويذكر فضائله.

14- أن يحب له الخير كما يحبه لنفسه.

15- أن يعلمه ما جهله من أمور دينه، ويرشده إلى ما فيه صلاح دينه ودنياه.

16- أن يذبّ عنه ويردّ غيبته إذا تُكلم عليه في المجالس.

17- أن ينصره ظالماً أو مظلوماً. ونصره ظالماً بكفه عن الظلم ومنعه منه.

18- ألا يبخل عليه إذا احتاج إلى معونته، فالصديق وقت الضيق.

19- أن يقضي حوائجه ويسعى في مصالحه، ويرضى من بره بالقليل.

20- أن يؤثره على نفسه ويقدمه على غيره.

21- أن يشاركه في أفراحه، ويواسيه في أحزانه وأتراحه.

22- أن يكثر من الدعاء له بظهر الغيب.

23- أن ينصفه من نفسه عند الاختلاف.

24- ألا ينسى مودته، فالحرّ من راعى وداد لحظة.

25- ألا يكثر عليه اللوم والعتاب.

26- أن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه إلى الاعتذار.

27- أن يقبل معاذيره إذا اعتذر.

28- أن يرحب به عند زيارته، ويبش في وجهه، ويكرمه غاية الإكرام.

29- أن يقدم له الهدايا، ولا ينساه من معروفه وبره.

30- أن ينسى زلاته، ويتجاوز عن هفواته.

31- ألا ينتظر منه مكافأة على حسن صنيعه.

32- أن يُعلمه بمحبته له كما قال صلى الله عليه وسلم : << إذا أحب أحدكم أخاه فليُعلمه أنه يحبه >> [أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني].

33- ألا يعيّره بذنب فعله، ولا بجرم ارتكبه.

34- أن يتواضع له ولا يتكبر عليه. قال تعالى: { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الشعراء:215].

35- ألا يكثر معه المُماراة والمجادلة، ولا يجعل ذلك سبيلاً لهجره وخصامه.

36- ألا يسيء به الظن. قال صلى الله عليه وسلم : << إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث >> [رواه مسلم].

37- ألا يفشي له سراً، ولا يخلف معه وعداً، ولا يطيع فيه عدواً.

38- أن يسارع في تهنئته وتبشيره بالخير.

39- ألا يحقر شيئاً من معروفه ولو كان قليلاً.

40- أن يشجعه دائماً على التقدم والنجاح.
آداب قضاء الحاجة

--------------------------------------------------------------------------------
قضاء الحاجة



عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزلتْ في أهل قُبَاء: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} [التوبة:108]. كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم الآية [أبو داود والترمذي
وابن ماجه].
***
قيل لسلمان الفارسي -رضي الله عنه- قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة (قضاء الحاجة) [مسلم]. فما أعظم هذا الدين! ما ترك شيئًا -ولو صغيرًا- إلا دلَّ المسلمين عليه
ومن الآداب التي يحرص عليها المسلم في قضاء حاجته
قـضاء الحاجة في المكان المخصص:
المسلم يجتنب قضاء الحاجة والتبول في موارد الماء، أو في مكان تجمع الناس أو في ظلهم، أو في الطرقات أو الشوارع على مرأى من الناس.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اتقوا اللَّعَّانين). قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: (الذي يتخلَّى (يقضي حاجته) في طريق الناس أو في ظلهم [مسلم].
الدخول بالرِّجل اليسرى والخروج بالرِّجل اليمنى: الخلاء أو دورة المياه مكان توجد فيه النجاسات، لذلك فالمسلم يدخل إليه برجله اليسرى، ويخرج برجله اليمنى.
الدعاء قبل الدخول: يقول: (بسم الله. اللهم إني أعوذ بك من الخُبْث والخبائث [النسائي]. أي أتحصن وأعتصم بالله من ذكور الشياطين وإناثهم.
عدم اصطحاب شيء فيه ذكر الله: المسلم لا يدخل الخلاء ومعه مصحف أو شيء فيه ذكر اسم الله، إلا إذا كان لا يأمن عليه عند تركه بالخارج؛ وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاتم منقوش فيه: محمد رسول الله.. وكان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه. [أبوداود].
عدم التحدث أثناء قضاء الحاجة: فقد مر رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسَلَّم عليه فلم يرد عليه. [مسلم]. ويكره أن يجتمع اثنان على قضاء الحاجة ويتحدثان، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يكره
ذلك.
التعجل في الخروج بعد قضاء الحاجة: فإن أتم المسلم قضاء حاجته، فعليه ألا يطيل المقام في الخلاء، ويخرج سريعًا.
عدم الإسراف في المياه: فالإسراف في كل شيءٍ مذموم، قال تعالى: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: 31].
استخدام اليد اليسرى: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا بال أحدكم فلا يأخذنَّ ذكره بيمينه، ولا يستنجى بيمينه [متفق عليه].
عدم استقبال القبلة أو استدبارها: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا غائط لكن شرقوا أو غربوا [مسلم].
أما إذا كان في البناء كدورات المياه الحالية، فقد أجاز بعض الأئمة له ذلك.
التستر: إذا كان المسلم على سفر أو كان في أرض ليس بها مكانٌ مخصصٌ لقضاء الحاجة، فله أن يقضيها بعيدًا عن أعين الناس، مع مراعاة التستر، ولا يكشف من عورته إلا ما يحتاج إليه لقضاء حاجته، فعن جابر -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البَرَازَ (مكان قضاء الحاجة) حتى يتغيب (يختفي) فلا يرَى. [ابن ماجه].
ومَرَّ صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير: أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.
[متفق عليه].
الاستنجاء: وهو تنظيف محل البول أو البراز بالماء أو الحجارة، وقد مدح
الله -سبحانه- الصحابة -رضوان الله عليهم- لاستنجائهم بالماء، فقال تعالى: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} [التوبة: 108].
الاستجمار: وهو استخدام ثلاثة أحجار في إزالة النجاسة، وذلك عند عدم وجود الماء، ويمكن استخدام المناديل الورقية، أو ما يحل محلها.
عدم التبول في مهب الريح: لئلا ترتد إليه النجاسة.
عدم التبول في الماء الراكد: فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد. [النسائي].
عدم التبول في جحر: خشية أن تصيبه حشرة أو أذى.
الجلوس عند التبول: الجلوس أثناء التبول أفضل من الوقوف حتى لا يعود رذاذ البول عليه، فتصيبه النجاسة، فإن تأكد من عدم رجوعه عليه يمكن له أن يبول واقفًا.
غسل الأيدي وتنظيفها: المسلم يحرص على غسل يديه بالماء والصابون بعد قضاء حاجته.
الدعاء عند الخروج: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط قال: (غفرانك) [أبوداود]. وكان يقول: (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني) [ابن ماجه].
الوضوء: كان بلال بن رباح -رضي الله عنه- يتوضأ بعد أن يقضي حاجته ويصلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملتَه في الإسلام، فإني سمعت دَفَّ نعليك بين يدي في الجنة (أي: اذكر لي أفضل عمل عملتهَ؛ لأنني سمعت صوت أقدامك في الجنة في رؤيا رأيتها بالأمس). قال بلال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورًا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليتُ بذلك الطهور ما كُتِبَ لي أن أصلي. [متفق عليه].



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:36 pm


آداب ما يفعله المسلم إذا غضب

--------------------------------------------------------------------------------


1ـ الاستعاذة من الشيطان الرجيم .
2ـ أن يتذكر الأجر والثواب فيمن ضبط نفسه وكظم غيظه.
3ـ العفو والإعراض عن الجاهلين .
4 ـ السكوت عند الغضب
5 ـ تغيير الهيئة .
6 ـ وجاء في حديث ضعيف "الوضوء" .

قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (الأعراف, الآية 200).

عن سليمان بن صرد – رضي الله عنه – قال : كنت جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ, ورجلان يستبان, وأحدهما قد احمر وجهه, وانتفخت أوداجه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد, لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ ذهب عنه ما يجد" فقالوا له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" تعوذ بالله من الشيطان الرجيم " (رواه البخاري, حديث رقم 3282, ومسلم , حديث رقم 2610).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "إذا غضب الرجل فقال: أعوذ بالله سكن غضبه" صحيح رواه ابن عدي في الكامل , انظر(الألباني , 1408هـ, ص180).

قال الله – تعالى-: ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) سورة الشورى(37). وقال تعالى : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) سورة آل عمران 133-134).

عن معاذ بن أنس – رضي الله عنه -, أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ, قال: " من كظم غيظاً وهو قار على إن ينفذه, دعاه الله – سبحانه وتعالى – على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يخيره من الحور العين ما شاء" . (رواه أبو داود , حديث رقم 4777, والترمذي , حديث رقم 2022, 2495, وقال حديث حسن, وابن ماجه , حديث رقم 4186). وحسنه الألباني (1421هـ) لغيره ( ج 3, ص48).

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه – قال : قلت : يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة . قال : ( لا تغضب ولك الجنة ) . رواه الطبراني في الأوسط (2353) وفي مسند الشاميين (21) قال المنذري :" رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح ". قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب : : صحيح لغيره " . ( ج 3 ص 46 ) .

عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : قدم عيينه بن حصن, فنزل على ابن أخيه الحُرِّ بن قيس ـ وكان من النفر الذين يدنيهم عمر ـ رضي الله عنه ـ وكان القراء أصحاب مجلس عمر ـ رضي الله عنه ـ ومشاورته ؛ كهولاً كانوا أو شباناً ـ , فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي ! لك وجه عند هذا الأمير, فاستأذن لي عليه. فاستأذن , فأذن له عمر, فلما دخل ؛قال : هِيْ يا ابن الخطاب! فو الله ؛ ما تعطينا الجزل , ولا تحكم فينا بالعدل , فغضب عمر ـ رضي الله عنه ـ ؛ حتى هم أن يوقع به , فقال له الحرُّ: يا أمير المؤمنين ! إن الله ـ تعالى ـ قال لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) (الأعراف, الآية: 198) , وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها, وكان وقافاً عند كتاب الله – تعالى-" . ( رواه البخاري, حديث رقم 7286).

عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " علموا ويسروا ، علموا ويسروا ، ( ثلاث مرات ) ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ( مرتين ) " . ( أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، صحيح الأدب المفرد ، ص 109 ، 501 ).
وهذا أمر منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالسكوت حال الغضب .

فإذا كان الإنسان قائماً فليجلس , وإذا كان قاعداً فليضطجع , وإذا كان يتكلم فليسكت ؛ لأن تغيير الهيئة في حال الغضب تساعد في زواله . ولقد أرشد إلى هذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ؛فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع " . رواه أحمد,. وأبو داود , وابن حيان , وصححه الألباني (1408هـ, جـ3, ص180).

وعن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، :"إذا غضبت فاجلس" (رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق وصححه الألباني "في صحيح الترغيب والترهيب , جـ3, ص180).

وفي حديث أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- مرفوعا "ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض " . جزء من حديث طويل . اخرجه احمد ( 3 / 61 ) والترمذي (2191) والحاكم ( 4 / 551 ) وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح " . والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي ( حديث رقم 2191 ) .

وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، :"علموا, ويسروا ,علموا ويسروا (ثلاث مرات) ,ولا تعسروا, وإذا غضب أحدكم فليسكت(مرتين). ( رواه البخاري في الأدب المفرد ، صحيح الأدب المفرد ، مرجع سابق, ص109).

عن عطية العوفي ـ وكانت له صحبة ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال: " إن الغضب من الشيطان, وإن الشيطان خلق من النار, وإنما تطفأ النار بالماء , فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " (رواه أحمد في المسند , ج 29 , ص505 , حديث رقم 17985، وأبو داود حديث رقم 4784) وفي إسناده ضعيف ، ومجهول ، قال الألباني (1410هـ ) في ضعيف الجامع الصغير : " ضعيف " ( ص 216 ) .

آداب المسلم في الموت من السنة

--------------------------------------------------------------------------------



دعاء من يصارع سكرات الموت

عن عائشة رضي الله عنها قالت : رأَيْتُ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهُوَ بِالموتِ ، عِندهُ قدحٌ فِيهِ مَاءٌ ، وهُو يدخِلُ يدهُ في القَدَحِ ، ثم يمسَحُ وجهَهُ بالماءِ ، ثم يقول : « اللَّهُمَّ أَعِنِّي على غمرَاتِ الموْتِ وَسَكَراتِ المَوْتِ » رواه الترمذي .
عن عائشة رضيَ اللَّهُ عنها قالت : سَمِعْتُ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهُوَ مُسْتَنِدٌ إِليَّ يَقُولُ : «اللَّهُمَّ اغفِرْ لي وَارْحمْني ، وَأَلحِقني بالرَّفِيقِ الأَعْلَى » متفق عليه .

الدعاء عند نزول المصيبة

عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان». رواه مسلم.

عن ام سلمه رضي الله عنها قالت : سمعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : « مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فيقولُ : إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ : اللَّهمَّ أجرني في مُصِيبَتي ، وَاخْلُف لي خَيْراً مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَأَخْلَف له خَيْراً مِنْهَا . قالت : فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة ، قلتُ كما أَمَرني رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْراً منْهُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . رواه مسلم .

الدعاء عند تغميض الميت

عن أُمِّ سَلمةَ رضيَ اللَّهُ عنها قالت : دَخَلَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم على أَبي سلَمة وَقَدْ شَقَّ بصَرُهُ ، فأَغْمضَهُ ، ثُمَّ قَال : « إِنَّ الرُّوح إِذا قُبِضَ ، تبِعَه الْبصَرُ » فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فقال : « لا تَدْعُوا عَلى أَنْفُسِكُم إِلاَّ بِخَيْرٍ ، فإِنَّ المَلائِكَةَ يُؤمِّنُون عَلى ما تَقُولونَ » ثمَّ قالَ : « اللَّهُمَّ اغْفِر لأبي سَلَمَة ، وَارْفَعْ درَجَتهُ في المَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الْغَابِرِين، واغْفِرْ لَنَا ولَه يَاربَّ الْعَالمِينَ ، وَافْسحْ لَهُ في قَبْرِهِ ، وَنَوِّرْ لَهُ فيه » رواه مسلم .

دعاء من مات له ميت

َعَنْ أبي هَرَيرَةَ رَضي اللَّه عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « يَقولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبهُ إِلاَّ الجَنَّة » رواه البخاري .

عن ام سلمه رضي الله عنها قالت : سمعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : « مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فيقولُ : إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ : اللَّهمَّ أجرني في مُصِيبَتي ، وَاخْلُف لي خَيْراً مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَأَخْلَف له خَيْراً مِنْهَا . قالت : فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة ، قلتُ كما أَمَرني رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْراً منْهُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . رواه مسلم .
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَلَهُ ، وَأَعْقِبْني مِنْهُ عُقبى حسنةً [ رواه مسلم ]


الدعاء للميت في الصلاة عليه

عن أبي عبدِ الرحمنِ عوفِ بن مالكٍ رضي اللَّه عنه قال : صلَّى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَلى جَنَازَةٍ ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعائِهِ وَهُو يَقُولُ : « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، وأدْخِلْه الجنَّةَ ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار » حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أنَا ذلكَ المَيِّتَ . رواه مسلم .


وعن أبي هُريرة وأبي قَتَادَةَ ، وأبي إبْرَاهيمَ الأشْهَليَّ عنْ أبيه ، وأبوه صَحَابيٌّ رضي اللَّه عنهم ، عَنِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أنَّه صلَّى عَلى جَنَازَة فقال : « اللَّهم اغفر لِحَيِّنَا وَميِّتِنا ، وَصَغيرنا وَكَبيرِنَا ، وذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ، وشَاهِدِنا وَغائِبنَا . اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الإسْلامِ ، وَمَنْ توَفَّيْتَه منَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمانِ ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ » رواه الترمذي

وعن واثِلة بنِ الأسقعِ رضيَ اللَّه عنه قال : صَلَّى بِنَا رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَلى رجُلٍ مِنَ المُسْلِمينَ ، فسمعته يقولُ : « اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلان في ذِمَّتِكَ وحَلَّ بجوارك، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْر ، وَعَذَابَ النَّارِ ، وَأَنْتَ أَهْلُ الوَفاءِ والحَمْدِ ، اللَّهُمَّ فاغفِرْ لهُ وَارْحَمْهُ ، إنكَ أَنْتَ الغَفُور الرَّحيمُ »َ رواه أبو داود .

دعاء التعزية

عنْ أبي زيْد أُسامَة بن زيد حَارثَةَ موْلَى رسُول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وحبَّهِ وابْنِ حبِّهِ رضـِيَ الله عنهُمَا ، قالَ : أَرْسلَتْ بنْتُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : إنَّ ابْنِي قَدِ احتُضِرَ فاشْهدْنَا ، فأَرسَلَ يقْرِئُ السَّلامَ ويَقُول : « إن للَّه مَا أَخَذَ ، ولهُ مَا أعْطَى ، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسمَّى ، فلتصْبِر ولتحْتسبْ » » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .


الدعاء عند المرور بالقبور او زيارتها

عن عائشَةَ رضي اللَّهُ عنها قالت : كان رسُولُ اللَّهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، كُلَّما كان لَيْلَتها منْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلى البَقِيعِ ، فَيَقُولُ : « السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤمِنينَ ، وأَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ ، غَداً مُؤَجَّلُونَ ، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ » رواهُ مسلم .

وعن بُرَيْدَةَ رضي اللَّهُ عنهُ ، قال : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعَلِّمُهُمْ إِذا خَرَجُوا إِلى المَقابِرِ أَنْ يَقُولَ قَائِلُهُم : « السَّلامُ عَلَيكُمْ أَهْل الدِّيارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ ، أَسْأَلُ اللَّه لَنَا وَلَكُمُ العافِيَةَ » رواه مسلم .

وعن ابن عَبَّاسٍ ، رَضَيَ اللَّه عنهما ، قال : مَرَّ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بِقُبورٍ بالمَدِينَةِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بوَجْهِهِ فقالَ : « السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ القُبُورِ ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنا وَلَكُمْ ، أَنْتُم سَلَفُنا ونحْنُ بالأَثَرِ » رواهُ الترمذي




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:39 pm

آداب الكلام

--------------------------------------------------------------------------------





خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وشقّ له سمعه وبصره، وزوده بمعجزة العقل وآتاه وسائل التعلم والاكتساب قال تعالى:

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (23) الملك.

وقال تعالى: أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (Cool وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) البلد.

ومن مهمات اللسان الكثيرة التعبير عن حاجات النفس وإيصال المعلومات الى الغير عن طريق النطق والكلام. قال تعالى:

الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن.

وأمر الله تعالى المسلم بمراعاة أقواله كما يراعي أعماله، ولهذا قيل " من عدّ كلامه من عمله قلّ كلامه".

وأمره أن يقول الحق الذي يرضيه، وأن يراقبه عند كل كلمة تخرج من فيه، وقد ورد في الحديث الصحيح قوله :

إن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيهوي بها في النار سبعين خريفا. وإن الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت فيرفع بها في عليّين رواه الترمذي.

هذه قيمة الكلام في الاسلام، حتى لقد صار المسلم يتورع في النطق كما يتورع في المأكل والمشرب، فيجتنب اللغو وما لا طائل وراءه كما يجتنب المحرمات والشبهات.

كيف لا يكون ذلك وهو يتمثل قوله تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق. وقوله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت متفق عليه.

قال أحدهم:
وتجنّب الفحشاء لا تنطق بها ما دمت في جدّ الكلام وهزله
واحبس لسانك عن رديء مقالة وتوقّ من عثر اللسان وزله

وبين أيدينا باقة من آداب الكلام نبسطها كما يلي:

1 »» اختيار أجمل الكلام، وأحسن الألفاظ، أثناء مخاطبة الناس، كما يختار أطايب الطعام، والرد على ما يسمعه منهم بلباقة وتهذيب.

قال تعالى: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) الحج.

وعن عديّ بن حاتم أن رسول الله قال:" اتقوا النار ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة" متفق عليه.

2 »» التمهّل في الكلام وبيانه حتى يفهم المستمع المراد من الحديث ويعقل مقصوده ومغزاه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم هذا، يحدّث حديثا لو عدّه العادّ لأحصاه. متفق عليه.

وعنها أيضا قالت: كان كلام رسول الله كلاما فصلا يفهمه كل من سمعه. رواه أبو داود.

3 »» مخاطبة المستمع على قدر فهمه، وبما يناسب ثقافته ومستواه العلمي، وإلا ساء ظنّه، وحسب الكلام استهزاء به وتنقيصا له.

4 »» تجنّب الخوض في أحاديث لا يعلمها، أو غير متأكد من صحتها، أو لا يعلم عنها إلا الظنّ فإن الظنّ أكذب الحديث.

5 »» لزوم قلة الكلام إلا إذا كان جوابا، أو نصيحة، أو أمرا بالمعروف، أو نهيا عن المنكر، أو دعوة الى الله.

قال تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114) النساء.

وعن ابن عمر ما قال: قال رسول الله : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب وإنّ أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي الترمذي.

6 »» تجنب الثرثرة واللغو والكلام الذي لا طائل منه.

قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) المؤمنون.

7 »» تعقل الكلام قبل النطق به، والتفكر في عواقبه، وتجنب إلقاء الكلام دون روية وإستيعاب.

قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق.

وعن أنس قال: كان رسول الله يتكلم بكلام فصل لا هزر ولا نزر، ويكره الثرثرة في الكلام والتشدّق فيه. متفق عليه.

8 »» الصمت لمن هو أعلى مقاما، وأرفع قدرا، وأغزر علما، وأكبر سنا، وأعظم فضلا، والإصغاء لكلامه، والإقبال عليه بالسمع والبصر.

9 »» تجنب الكلام حتى ينتهي المتكلم في المجلس، لأن مجلس العقلاء لا يتكلم فيه إثنان معا.

10 »» تجنب مقاطعة أحد، أو تصحيح كلامه، أو تجريحه، أو تخطيه، أو السخرية من كلامه.

قال تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً البقرة 83.

وقال تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ العنكبوت 46.

11 »» خفض الصوت وعدم رفعه أكثر من الحاجة، وتجنب الصخب والضجيج، والصراخ والانفعال.

قال تعالى: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) لقمان.

12 »» التزام الهدوء والابتسام أثناء الكلام، وعدم التجهم والعبوس في وجوه الناس.

عن أبي الدرداء قال: كان رسول الله لا يحدّث حديثا إلا تبسّم. رواه أحمد.

13 »» تجنّب الخبيث من الكلام، والهجين من الألفاظ، لأن المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا.

عن أبي موسى قال: قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. متفق عليه.

14 »» تجنب الحلف والإكثار من القسم أثناء الكلام، وعدم الحلف إلا لضرورة.

قال تعالى: وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ المائدة 89.

15 »» تجنّب الحلف بمخلوق كالنبي والكعبة والملائكة والآباء والحياة والرأس والشرف.. إلخ.

عن ابن عمر ما عن النبي قال: إنّ الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت متفق عليه.

وعنه أنه سمع رجلا يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا تحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله يقول: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك رواه الترمذي.

16 »» الزام اللسان كثرة الاستغفار كلما بدر منه سيئة أو صدرت عنه خطيئة.

عن حذيفة قال: شكوت الى رسول الله ذرب لساني فقال: أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة . رواه ابن ماجه وابن السني.

17 »» مراقبة اللسان وحفظه، وحبسه وكفه عن المهلكات والمحرمات التالية:

أ‌ »» الكذب في الجد والهزل، فهو من أعظم الذنوب وأشد الكبائر.
ب‌ »» الغيبة وهي ذكر أحد بما يكره، وهي تدل على نقص فاعلها وخسة نفسه وقلة مروءته.
ت‌ »» النميمة وهي نقل الأحاديث السيئة للإيقاع بين المتحابين وهي تدل على خبث النفس وضعتها وأنانيتها.
ث‌ »» المراء والجدال العقيم، وقيل وقال، والخوض فيما لا طائل منه ولا ثمرة بعده.
ج‌ »» تزكية النفس، والاعتداد بها، والتحدث عن أعمالها ومناقبها وأمجادها ومآثرها.
ح‌ »» اللعان والسباب والفحش والشتم والطعن والولوغ في أعراض الناس وسمعتهم همزا ولمزا.
خ‌ »» ذم أي شيء، واحتقار أي مخلوق، والدعاء على أي أحد.
د‌ »» كثرة المزاح، وإضحاك الآخرين، حتى تصير عادة تسقط المهابة، وتذهب بالحياء.
ذ‌ »» السخرية من الناس، والاستهزاء بضعفائهم، وتنقيص أقدارهم، والحط من مكانتهم.
ر‌ »» المبالغة في المدح، والتكريم والتعظيم، حتى يصير تملقا ونفاقا.

عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟
قال: أمسك عليك لسانك، ليسعك بيتك، وابك على خطيئتك . رواه الترمذي.

وعن سفيان بن عبدالله قال: قلت يا رسول الله حدّثني بأمر أعتصم به. قال: قل ربي الله ثم استقم. قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: هذا . رواه الترمذي.
آداب الزيارة

--------------------------------------------------------------------------------




حكى النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته أن رجلا خرج مسافرًا من قريته، ليزور أخًا له في قرية أخرى؛ فأرسل الله -تعالى- إليه على الطريق ملَكًا، فلما مرَّ عليه قال له الملك: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال الملك: هل لك عليه من نعمة تربُّها (أي تقوم بها وتسعى في صلاحها)؟ قال: لا. غير أني أحببتُه في الله -عز وجل-. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه. [مسلم].
***
زيارة المسلم لأخيه المسلم من الواجبات التي يجب أن يحرص عليها، خاصة في مناسبات الفرح والحزن، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) [متفق عليه]. ولكل مناسبة من مناسبات الزيارة آداب تخصها، ويحرص عليها المسلم، وذلك كما يلي:

زيارة التهنئة: تقبل الله -سبحانه- توبة الصحابي الجليل كعب بن مالك ورفيقيه: هلال بن أمية ومرارة بن الربيع الذين تخلفوا عن الخروج مع المسلمين لقتال الروم في موقعة (تبوك) من غير عذر مقبول، ونزل القرآن الكريم بتوبتهم، فأسرع رجل إلى كعب يبشره، فناداه، يا كعب بن مالك، أَبْشِرْ.
فخرج كعب مسرعًا، واتجه إلى المسجد حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- يهرول حتى صافحه وهنَّأه، بتوبة الله عليه ولما وصل كعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هنَّأه، وبشَّره بقوله: (أبشر بخير يوم مَرَّ عليك منذ ولدتك أمك) [البخاري].
***
فالمسلم يهنئ أخاه إذا نال خيرًا؛ كزواج، أو مولود، أو نجاح، أو ربح، أو فوز، أو نجاة من ضر، أو عودة غائب له، أو غير ذلك، ويزوره. وفي زيارة التهنئة يتحلى المسلم بالآداب التالية:
إظهار السرور والفرح: حتى لو كان الزائر به ما يحزن، فيجب أن يظهر البِشْر والسرور؛ مشاركة منه لأخيه.
المصافحة والمعانقة: يقول صلى الله عليه وسلم: (تصافحوا يذهب الغِلُّ) [مالك].
إحضار هدية ما أمكن ذلك: فإن ذلك أبلغ في إظهار مشاعر الحب والفرح. قال صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابُّوا) [مالك]. وقال صلى الله عليه وسلم: (تهادوا فإن الهدية تذهب وَحْرَ الصدر (الحقد والغيظ والغضب والعداوة)
[الترمذي وأحمد].
ذكر عبارات التهنئة: فإن كانت التهنئة بمولود، تقول له: (أنبته الله نباتًا
حسنًا). أو تقول له: (بُورِكَ لك في الموهوب، وشكرتَ الواهب، ورُزقت بِرَّه، وبَلَغَ أشده).
وإن كانت التهنئة بزواج تقول: (بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير) [الترمذي].
وإن كانت التهنئة بارتداء ثوب جديد، تقول: (تُبْلِى ويخْلُفُ الله. والبسْ جديدًا، وعِشْ حميدًا، ومت شهيدًا).
وإن كانت التهنئة في الأعياد تقول: (تقبل الله منا ومنك)..
زيارة التعزية والمواساة:
استشهد جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- وعلم النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب إلى بيت جعفر، وأحضر أولاده الصغار وقبَّلهم، فسألته أسماء زوجة جعفر: يا رسول الله، أبلغك عن جعفر شيء؟ قال: نعم. قتل اليوم. فقامت تبكي، فخفف الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، ورجع إلى بيته، وقال صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا لأهل جعفر طعامًا، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم) [الترمذي].
***
التعزية تخفف ألم المصاب، وتهدِّئ من رَوْعِه وفزعه، وتسكِّنُ حزنه وجزعه. قال صلى الله عليه وسلم: (من عَزَّى مصابًا فله مثل أجره) [الترمذي وابن ماجه].
وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه يومًا: (ما تعدون الرَّقُوب فيكم؟). قالوا: الذي لا يولد له. فقال: (ليس ذلك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئًا (أي لم يمت أحد أبنائه) [مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم: (من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث (أي:لم يبلغوا الحلم) كانوا له حصنًا حصينًا من النار) فقال أبو ذر -رضي الله عنه-: قدمتُ اثنين. فقال صلى الله عليه وسلم: (واثنين). فقال أُبَي بن كعب -سيد القراء-: قدمتُ واحدًا. قال: (وواحدًا) [ابن ماجه].
وللتعزية والمواساة آداب يجدر بكل مسلم اتباعها، منها:
المسارعة: إذا علم المسلم بوفاة أحد من أقاربه أو جيرانه أو أصدقائه وجب عليه زيارة أهله لتعزيتهم في مصابهم، والاشتراك معهم في تشييع جنازته؛ عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس) [متفق عليه].
عدم التأخر عن ثلاثة أيام: فإن طرأ عليه طارئ أخَّره عن المسارعة، فينبغي أن تكون الزيارة قبل مضي ثلاثة أيام، ويجب أن يتوجه المسلم بنفسه، ولا يكتفي ببرقية التعزية إلا في حالات الضرورة فقط.
صنع الطعام: يستحب للأقارب والأصحاب أن يصنعوا لأهل الميت طعامًا؛ لأنهم يكونون في شُغْل بمصابهم يمنعهم من إعداده. قال صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا لأهل جعفر طعامًا فإنه قد جاءهم ما يشغلُهم) [الترمذي].
تعزية النساء: تخرج النساء محتشمات غير متبرجات بزينة، ولا يصدر عنهن ما يخالف الشرع؛ كشق الملابس ولطم الخدود، والصراخ والعويل؛ فكل هذا مما يغضب الله -سبحانه- ويكون سببًا في تعذيب الميت في قبره إن كان قد أوصى بذلك.
عدم الجلوس للعزاء: فعلى أهل الميت ألا يستقبلوا من يعزونهم في السرادقات من أجل العزاء؛ لأن هذا من قبيل البدع التي لم يقرها الإسلام، وقد كان
الصحابة -رضوان الله عليهم- يؤدون العزاء أثناء تشييع الجنازة في المقابر، أو عند مقابلة أهل الميت في الطريق أو في المسجد.
ولا مانع من الذهاب إلى أهل الميت في ديارهم لتعزيتهم مع تخفيف الزيارة، والالتزام فيها بالآداب السابقة، واجتناب ما يفعله الناس من التدخين والحديث فيما لا ينفع، وإنما يقتصر الحديث على كلام الصبر والسلوان ونحو ذلك.
ما يقال في العزاء: يقتصر الحديث على كلام الصبر والسلوان؛ كأن يقول المعزِّي للمصاب: (البقاء لله)، أو (إنا لله وإنا إليه راجعون)، أو (لله ما أعطى ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار، فلْتصبر ولْتحتسب).
أما المصاب فيؤمِّن (أي يقول: آمين) ويقول للمعزِّي: آجرك الله (أي: كتب الله لك الأجر على صنيعك).
عدم الإسراف في إجراءات تشييع الجنازة: فالمسلم يبتعد عن كل البدع في هذا الأمر، مثل: إقامة السرادقات، وعمل الأربعين، والذكرى السنوية، وغير ذلك من البدع التي انتشرت في بعض مجتمعاتنا الإسلامية.
عيادة المريض:
مرض سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، فزاره النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اشتد عليه المرض، وأحس سعد باقتراب أجله، وكانت له بنت واحدة، فأحب أن يوصي بثلثي ماله، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوافقه، فقال سعد: أوصي بالنصف. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا. فقال سعد: أوصي بالثلث. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الثلث. والثلث كثير) ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على وجهه وبطنه، وقال: (اللهم اشف سعدًا).
[متفق عليه].
***
زيارة المريض حق من حقوقه على إخوانه، وللزائر ثواب عظيم عند
الله -سبحانه- يقول صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضًا نادى منادٍ من السماء: طِبْتَ وطاب ممشاك، وتبوأْتَ من الجنة منزلا) [الترمذي وابن ماجه]. ولزيارة المريض آداب يجب أن يراعيها المسلم، منها:
إخلاص النية: المسلم يخلص النية لله رب العالمين حتى يُؤْجر على زيارته.
اختيار الوقت المناسب: وهو يبادر بزيارة أخيه إذا عرف أنه مريض، ويزوره في وقت مناسب، وفي الحالة التي يسمح فيها للمريض باستقبال زائريه.
الدعاء بالشفاء: المسلم عندما يزور مريضًا يدعو الله -تعالى- أن يشفيه، ويحمد الله على معافاته من المرض، ويبشر المريض بالشفاء ويمنحه الأمل والتفاؤل، ثم يدعو للمريض بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (أذهب البأس، ربَّ الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سَقَمًا) [متفق عليه].
تخفيف الزيارة: يجب أن تكون الزيارة خفيفة، مع الالتزام بالهدوء، وعدم الإكثار من الكلام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:41 pm


آداب مجالس المسلمين

--------------------------------------------------------------------------------


مما لا شك فيه أن العبد المسلم مطالب بالحفاظ على وقته الثمين ، فهو مسؤول عن لحظات عمره ووقته ، كيف وعبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما يروي عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن شبابه فيم أبلاه ، وعن عمره فيم أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ؟ وعن علمه ماذا عمل به " . رواه الترمذي ، وقد شرحه الإمام ابن القيم الجوزية شرحاً وافياً في كتابه القيم : " عدة الصابرين " .

ولا يستوي من أضاع عمره وراء الشهوة والنزوة مع ذلك العبد الموحد الذي يكدح في سبيل الطاعة والدعوة ، قال تعالى : أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَ يَسْتَوُونَ .
فالإعراض عن اللغو من الصفات الحميدة للمؤمنين ، قال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ .

قال الإمام ابن كثير ، رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية : " وقوله : وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ، أي : عن الباطل وهو يشمل الشرك كما قال بعضهم ، والمعاصي كما قاله آخرون ، وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال ، كما قال تبارك وتعالى : وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا " .

فليحذر العبد الموحد من تضيع وقته وعمره فيما لا فائدة منه ولا طائل من ورائه ، لأنه مسؤول عن أقواله وأفعاله ، قال تعالى : مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ .
وقال عز وجل : يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
وقد حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من القيل والقال فقال من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " . متفق عليه .

قال النووي ، رحمه الله تعالى : " فهذا الحديث المتفق على صحته نص صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً ، وهو الذي ظهرت له مصلحته ، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم " .

وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تأديب أصحابه وتربيتهم أحسن تربية ، رضي الله عنهم في كل الأحوال ، وما خرج صلى الله عليه وسلم من هذه الدنيا إلا وقد أتم الله به الدين ، فقد ثبت أن يهودياً تكلم مع سلمان الفارسي ، رضي الله عنه ، فقال له : " علمكم نبيكم كل شي حتى الخراءة - أي : حتى آداب جلوس الإنسان على الخراءة - " ، فقال له سلمان ، رضي الله عنه : " أجل ، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين ، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار " . رواه مسلم

وقال أبو ذر ، رضي الله عنه " توفي رسول الله صلى عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً " . رواه الإمام أحمد

ومن هذه الآداب التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمها لأصحابه الكرام ، رضي الله عنه ، وأمرنا بها : آداب المجالس ، فمجالس المسلمين لها آداب خاصة يجب علينا مراعاتها والعمل والقيام بها على أحسن وجه لتسود بذلك روابط المحبة والألفة بين المسلمين ، وهي أدب رفيع يدل على حياء صاحبه وتربيته وعفته ونزاهة نفسه وتكريمها عن مالا يجب أن يراه عليه الخلق ، فمع تقدم هذه الحضارة ، فما زال هناك من يدخل المجالس دون سلام أو يجلس دون كرامة ، أو يقتحم مجلس دون إعلام واستئذان ، ومن هذه الآداب الكريمة النبوية :
• الاستئذان قبل الدخول والبدء بتحية الإسلام : ويعني طلب الإذن لدخول مجلس لا يملكه المستأذن ، قال الله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .
• صفة الإستئذان : قال الله تعالى : فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً .
• عن رجل من بني عامر : أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال : أألج ، فقال صلى الله عليه وسلم لخادمه : " أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له : " قل السلام عليكم أأدخل ، فسمعه الرجل فقال : السلام عليكم أأدخل ، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل " . رواه أبو داوود ، وصححه الألباني .
• صفة وقوف المستأذن : عن سعد بن عبادة ، رضي الله عنه قال : جاء رجل فقام على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن مستقبل الباب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " هكذا عنك فإنما الاستئذان من أجل البصر " ، رواه أبو داوود ، وصححه الألباني .
• عن عبدالله بن بسر ، رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول : " السلام عليكم " . رواه أبو داوود ، وصححه الألباني .
فائدة : عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه أنه قال : " إن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأظافر " . رواه البخاري .
• إخبار المستأذن عن إسمه : عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دَيْن كان على أبي فدققت الباب فقال : " من ذا ؟ فقلت أنا ، فقال : أنا أنا كأنه كرهها " متفق عليه .
• الإستئذان ثلاثاً : عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أستأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع " . متفق عليه .
فائدة : قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في " التمهيد " : " قال بعضهم : المرة الأولى من الاستئذان : استئذان ، والمرة الثانية : مشورة ، هل يؤذن في الدخول أم لا ؟ ، والثالثة : علامة الرجوع ولا يزيد على الثلاث " .
• المصافحة : عن البراء بن عازب ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا " . رواه أبو داوود ، وصححه الألباني .
• النهي عن الإنحاء والتقبيل : عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قال : " قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يلقي أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : لا ، قال : أفيلتزمه ويقبله ؟ قال لا قال : أفياخذ بيده ويصافحه ؟ قال : نعم " . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
• بدء المجلس وختمه بالسلام : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم ، فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة " . رواه الترمذي ، وأبو داوود .
• الأمر بإعمار المجالس بذكر الله عز وجل : عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من قوم جلسوا مجلساً لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة " . رواه الإمام أحمد .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة : أي نقصاً وحسرة " ، رواه النسائي ، وأبو داود ، والترمذي .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار ، وكان لهم حسرة " . رواه أبو داوود .
فائدة :
• (أ) تلاوة القرآن الكريم : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ، وما أجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " . رواه مسلم .
• (ب) كثرة الإستغفار : عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما ، قال : " كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم : " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " . رواه الترمذي وابن ماجه .
• (ت) التسبيح والتحميد والتكبير والتمجيد لله ، وسؤال الجنة والإستعاذة من النار ، وأنها سبب غفران الذنوب : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم ، قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، قال : فيسألهم ربهم ، وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا : يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول : هل رأوني ، قال فيقولون : لا والله ما رأوك ، قال فيقول : وكيف لو رأوني ، قال يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وتحميداً وأكثر لك تسبيحاً ، قال يقول : فما يسألوني ، قال : يسألونك الجنة ، قال يقول : وهل رأوها ، قال يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال يقول : فكيف لو أنهم رأوها ، قال يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة ، قال : فمم يتعوذون ، قال يقولون : من النار ، قال يقول : وهل رأوها ، قال يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال يقول : فكيف لو رأوها ، قال يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافة ، قال فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم ، قال يقول : ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة ، قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم " . رواه الشيخان .
• الأمر بمجالسة أهل الصلاح والتقى : عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة " . رواه الشيخان
• وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما استخلف خليفة إلا له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله " . رواه البخاري .
• وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " . رواه الترمذي ، وأبو داوود .
• الإهتمام بمجالس الصالحين وضعفاء المسلمين : قال الله تعالى : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ َيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا .
عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي " . رواه أبو داوود ، وحسنه الألباني .
• الإهتمام بالنظافة والتطيب : عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا ، أو فليعتزل مسجدنا " ، رواة الشيخان .
• الأمر بحسن المجاملة والمعاشرة : قال الله تعالى : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .
• رفع الأذى عن المجلس وأهله : عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه قال : مر رجل في المسجد بسهام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمسك بنصالها " رواه الشيخان .
• وعن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مر أحدكم في مجلس أو سوق وبيده نبل فليأخذ بنصالها ، ثم ليأخذ بنصالها ، ثم ليأخذ بنصالها " رواه مسلم .
• النهي عن الجلوس في طرقات الناس : عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والجلوس بالطرقات ، قالوا يا رسول الله : لا بد من مجالسنا نتحدث فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه ، قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ، قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " . رواه الشيخان .
• النهي عن الجلوس بين الظل والشمس : عن أبن بريدة عن أبيه ، رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم : " نهى أن يقعد بين الظل والشمس " . رواه ابن ماجه .
• الجلوس حيث ينتهي فيه المجلس : عن جابر بن سمره ، رضى الله عنه قال : " كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدنا حيث ينتهي " . رواه أبو داوود ، وأحمد ، والترمذي ، وصححه الألباني .
• إفساح المجالس ، والانصراف عنها بعد انقضاء الحاجة : قال الله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ .
• المجلس أحق لمن جلس فيه أولاً : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به " . رواه مسلم
• قال الإمام النووي شارحاً لهذا الحديث : " قال أصحابنا : هذا الحديث في من جلس في موضع من المسجد أو غيره لصلاة مثلاً ، ثم فارقه ليعود ، بأن فارقه ليتوضأ أو يقضي شغلاً يسيرًا ثم يعود ، لم يبطل اختصاصه ، بل إذا رجع فهو أحق به في تلك الصلاة . فإن كان قعد فيه غيره فله أن يقيمه ، وعلى القاعد أن يفارقه لهذا الحديث ، هذا هو الصحيح عند أصحابنا ، وأنه يجب على من قعد فيه مفارقته إذا رجع الأول . وقال بعض العلماء : هذا مستحب ولا يجب وهو مذهب مالك ، والصواب الأول " .
• النهي عن التفريق بين الجالسين : عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل للرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما " . رواه الترمذي ، وأبو داوود .
• النهي عن إقامة جالس من مجلسه ليجلس فيه غيره : عن عبد الله بن عمر ، رضى الله عنهما ، أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا " . رواه الشيخان .
• النهي عن تناجي الإثنين دون الثالث : عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل أن يحزنه – أي : يدخل الحزن على الآخر – " . رواه الشيخان .
قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : " في هذه الأحاديث النهي عن تناجي اثنين بحضرة ثالث وكذا ثلاثة بحضرة واحد ، وهو نهي تحريم فيحرم على الجماعة المناجاة دون واحد منهم إلا أن يأذن ، ومذهب ابن عمر ومالك وأصحابنا وجماهير العلماء أن النهي عام في كل الأزمان وفي الحضر والسفر ، وأما إذا كانوا أربعة فتناجي اثنان دون اثنين فلا بأس بالإجماع " .
• النهي عن مقاطعة المتحدث : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي ، فقال : متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال ، وقال بعضهم : بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه ، قال : أين أراه السائل عن الساعة ، قال ها أنا يا رسول الله ، قال : " فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها ؟ قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " . رواه البخاري .
• النهي عن إتكاء الجالس على يده اليسرى خلف ظهره : عن عمر بن الشريد عن الشريد بن سويد ، قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا أي : وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال : " لا تقعد قعدة المغضوب عليهم " ، رواه أبو داود .
• النهي عن الجدال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المرء وإن كان محقاً " . رواه أبو داوود ، وصححه الألباني .
• النهي عن التكلف في الكلام : عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا يا رسول الله قد علمنا : الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون " . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
• النهي عن كثرة الضحك : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تكثروا من الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب " . رواه ابن ماجه .
• النهي عن النظر في المجلس دون إذن : عن سهل بن سعد ، رضي الله عنه قال : اطلع رجل من جُحرٍ في حُجَر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدري - أي : مشط - يحك به رأسه ، فقال : " لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك ، إنما جُعل الاستئذان من أجل البصر " . متفق عليه .
• النهي عن مجالسة الكذاب : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع " رواه مسلم
• قال الإمام النووي ، رحمه الله تعالى : " وأما معنى الحديث والآثار التي في الباب ففيها الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان فإنه يسمع في العادة الصدق والكذب ، فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن ، وقد تقدم أن مذهب أهل الحق أن الكذب الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو ولا يشترط فيه التعمد لكن التعمد شرط في كونه إثماً والله أعلم ".
• النهي عن إفشاء ما بين الزوجين من المعاشرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى أمرته وتفضي إليه ثم ينشر سرهما " رواه مسلم .
• النهي عن التنصت على الجالسين : عن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الأنك يوم القيامة ، ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها ، وليس بنافخ " . رواه البخاري .
• الأمر بالتحول عن مجلسه إذا حضره النعاس : عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا نعس أحدكم في المسجد يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره " . رواه الترمذي ، وأبو داوود .
• الأمر بالإستئذان في الإنصراف : عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله رضي الله عنه :" إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذنه " . رواه الديلمي .
• ما يقال في نهاية المجلس : عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك " . رواه الترمذي
• عن عبد الله بن عمر ، رضي الله عنهما قال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : " اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، وأجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وأنصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا " . رواه الترمذي .
• النهي عن مجالسة أهل البدع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني فرطكم على الحوض ، من مر بي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ، وليردن علي أقوام ، أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : إنهم مني فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً ، لمن بدل بعدي " .
• عن أسماء بنت أبي بكر ، رضي الله عنهما قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ ناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم " رواه البخاري .
• عن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنه قال : " ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر ، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " .
• قال ابن عبد البر ، رحمه الله تعالى : " كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء ، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق المعلنون بالكبائر " .
• وقال القرطبي ، رحمه الله تعالى : " إن أشدهم طرداً من خالف جماعة المسلمين ، وفارق سبيلهم ، كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها ، فهؤلاء كلهم مبدّلون ، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم ، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع " .
• وقال أيضاً : " استدل مالك من هذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم " .
• وقال ابن عون ، رحمه الله تعالى قال : " لم يكن قوم أبغض إلى محمد - يعني : ابن سيرين من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا " .
• وقال شعبة ، رحمه الله تعالى : " كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي " .
• وقال أشهب عن مالك : " لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى : لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " .
• وقال البيهقي يروي عن الشافعي ، رحمهم الله تعالى : " كان الشافعي شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " .
• وقال الإمام أحمد ، رحمه الله تعالى: " إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه " .
• وقال ابن المبارك ، رحمه الله تعالى : " اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي " .
• وقال الفضيل بن عياض ، رحمه الله تعالى : " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه " .
• وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ، رحمه الله تعالى ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان ، كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين : " ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل التشديد في هجرهم وإهمالهم ، وترك جدالهم واطّراح كلامهم ، والتباعد عنهم حسب الإمكان ، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم " . " مجموعة الرسائل والمسائل النجدية " : (3/111) .
• وقال الشيخ سليمان بن سحمان ، رحمه الله تعالى في كتابه : " كشف الشبهتين " : (ص 37) : " وأعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملة ، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين: الأول : غلظ البدعة في الدين في نفسها ، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر . والأمر الثاني : أن البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع " .
• وقال الإمام محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله تعالى : " والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم ، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى : لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك " . " شرح لمعة الاعتقاد " : (ص 110) .
• واقوال أهل العلم في التحذير من مجالسة ومصاحبة أهل البدع والضلال كثيرة جداً ، لا يسعنا حصرها في هذه العجالة .

ومجالس الموحدين يجب أن تصان عن المحرمات كالغيبة والنميمة والكذب والسخرية والمزاح الثقيل ، والوقوع في الأعراض والموبقات .
قال الإمام محمد بن صالح العثيمين ، رحمه الله تعالى في خطبة له بعنوان : " تحريم الغيبة والنميمية " : " فالغيبة يقوم الرجل فيذكر أخاه بما يكره أن يذكر به من عمل وصفة ، فتجد أكبر همه في المجالس أن يعترض عباد الله كأن ما وكل بنشر معايبهم وتتبع عوراتهم ، ومن تسلط على نشر عيوب الناس وتتبع عوراتهم سلط الله عليه من ينشر عيوبه ويتتبع عورته ، تجده يقول فلان فيه كذا وفلان فيه كذا يصفهم بالعيب إما بالفسق أو بالكذب أو بالطول أو بالقصر أو بالسمن أو بالهزال أو بما أشبه ذلك مما يكره الإنسان أن يوصف به ، ولو فتش هذا القائل عن نفسه لوجد نفسه أكثر الناس عيوباً وأسوأهم أخلاقاً وأضعفهم أمانة ، إن هذا الرجل المسلط على عباد الله لمشؤوم على نفسه ومشؤوم على جلسائه فهو مشؤوم على نفسه حيث قادها إلى الشر والبغي ومشؤوم على جلسائه لأن جليسه إذا لم ينكر عليه صار شريكاً له في الإثم وإن لم يقل شيئاً " .
فكيف بتلك المجالس التي تذكر فيها الفواحش والآثام ، وتفشى فيها الأسرار دون نكير ؟ فكيف بمجالس أهل البدع والضلال ، والتي فيها غمز ولمز بأولي الأمر والعلماء ، فالواجب على المسلم هجر مثل تلك المجالس بعد مناصحة أهلها .
والموحد لو ألقى نظرة سريعة على مجالس المسلمين اليوم لوجدها للأسف وبكل صراحة ووضوح عبارة عن مجالس دنيوية تشتغل باشتغال بالدنيا وما فيها ، فضلا عن الاشتغال بالمحرمات والآثام وكبار الذنوب ، فهم إن كانوا تجاراً فإنك ترى أخبار المقاولات والبضائع والأسعار والبيع والشراء والزبائن ومشاكل العمل هذا أمر طاغ على جلساتهم ، وإذا تأملت في مجالس الموظفين لوجدت أمر الدوام ومشاكل المراجعين وأخبار الصحف والأنظمة والترفيه والبدلات والتنقلات والعلاوات والانتدابات هي الشغل الشاغل للجالسين فيها ، وإذا تأملت في مجالس طلاب المدارس والجامعات لوجدتهم مشتغلون بتفاصيل الدراسة والأسئلة والامتحانات والدرجات والشهادات والتخرج والوظائف ، وإذا تأملت في مجالس النساء وجدتهن مشتغلين بالموضات والملابس والأكلات والزيجات والحفلات والأعراس وحال الأسواق والمحلات ، ناهيك عن مجالس أهل البدع والأهواء والضلال ، طعن بشرع الله واسماءه وصفاته واستهزاء بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وردها أحياناً ، وتحقير لأهل العلم والفضل ، وهتك لأعراض ولاة الأمر ، وتمجيد لسفهاء الأحلام والمميعين من الذي تشيخوا بالباطل ولبسوا على العوام والمرهقين بدعهم وضلالهم وجهلهم ، والعياذ بالله .
فأنشغل صنف من الناس بمجالس أهل البدع حتى قست قلوبهم ، وأحوالهم ومجالسهم ومنتدياتهم : فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ .
قيام الجالس في المجالس
وهذه بدعة من بدع المشركين وأهل الكتاب ينبغي التحذير منها وهي مما نلاحظه يومياً من فعل بعض المسلمين في المجالس من القيام لكل داخل ، اللهم إلا إذا كان قادماً من سفر أو صاحب منزل في منزله ، فيحسن به أن يقوم لضيوفه ، ويجلسهم أحسن المجالس ، ويكرمهم أحسن الإكرام .
وقد ورد النهي عن ذلك ، والتشديد فيه ، كما جاء عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلينا وراءه وهو قاعد ، وأبو بكر يُسمع الناس تكبيره ، فالتفت إلينا فرآنا قياماً ، فأشار إلينا فقعدنا ، فصليا بصلاته قعوداً ، فلما سلم ، قال : " إن كدتم آنفاً لتفعلون فعل فارس والروم ، يقومون على ملوكهم وهم قعود ، فلا تفعلوا " . رواه مسلم .
وقد رواه ابن ماجه في : " السنن " بإسناد مسلم ، ورواه البخاري في : " الأدب المفرد " عن عبد الله بن صالح ، قال حدثني الليث ، قال حدثني أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه ، فذكره بمثله ، وإسناده حسن .
وقال الإمام البخاري ، رحمه الله تعالى في : " الأدب المفرد " : حدثنا موسى بن إسماعيل - يعني بذلك : التبوذكي - قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قال : " ما كان شخص أحب إليهم رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه ، ولما يعلمون من كراهيته لذلك " . إسناده صحيح على شرط مسلم .
وقد رواه الإمام أحمد ، والترمذي ، وقال : " هذا حديث حسن ، صحيح غريب " ، وبوب الترمذي على هذا الحديث وعلى حديث معاوية ، رضي الله عنه بقوله : " باب كراهة قيام الرجل للرجل " .
وقال أبو داود في " السنن " : حدثنا موسى بن إسماعيل - يعني بذلك : التبوذكي - حدثنا حماد - يعني : ابن سلمة - عن حبيب بن الشهيد ، عن أبي مجلز ، قال : خرج معاوية ، رضي الله عنه ، على ابن الزبير ، وابن عامر ، فقام ابن عامر ، وجلس ابن الزبير ، فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً ، فليتبوأ مقعده من النار " . إسناده صحيح ، على شرط مسلم .
وقد رواه الترمذي في : " الجامع " فقال : حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا قبيصة - يعني بذلك : ابن عقبة - حدثنا سفيان - يعني : الثوري - عن حبيب بن الشهيد ، عن أبي مجلز ، قال : خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه . فقال : اجلسا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سره أن يتمثل له الرجال قياماً ، فليتبوأ مقعده من النار " .
قال الترمذي : " وهذا حديث حسن " .
ثم رواه الترمذي عن هناد ، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن أبي مجلز ، عن معاوية بن أبي سفيان ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ، وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ، وقد رواه الإمام أحمد في : " المسند " من طرق ، عن حبيب بن الشهيد ، وأسانيده كلها صحيحة .
قال البخاري ، رحمه الله تعالى ، في : " الأدب المفرد " : " باب قيام الرجل للرجل تعظيماً " حدثنا آدم ابن أبي إياس قال : حدثنا شعبة ، وحدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا حبيب بن الشهيد ، قال : سمعت أبا مجلز يقول : إن معاوية ، رضي الله عنه خرج وعبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير قعود ، فقام ابن عامر ، وقعد ابن الزبير - وكان أرزنهما - فقال معاوية ، رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يمثل له عباد الله قياماً ، فليتبوأ بيتاً في النار " . إسناداه صحيحان على شرط الإمام مسلم .
قال ابن الأثير ، رحمه الله تعالى شارحاً : " أي يقومون له قياماً وهو جالس ، يقال مثل الرجل يمثل مثولاً ، إذا انتصب قائماً ، وإنما نهى عنه ، لأنه من زي الأعاجم ، ولأن الباعث عليه الكبر ، وإذلال الناس " .
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية ، رحمه الله تعالى ، في شرحه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا صلى الإمام جالساً فصلوا جلوساً ، وإذا صلى الإمام قائماً فصلوا قياماً ، ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها " ... ثم قال ، رحمه الله تعالى ، في هذا الحديث : " أنه أمرهم بترك القيام الذي هو فرض في الصلاة ، وعلل ذلك بأن قيام المأمومين مع قعود الإمام ، يشبه فعل فارس والروم بعظمائهم في قيامهم وهم قعود .
ومعلوم : أن المأموم إنما نوى أن يقوم لله لا لإمامه ، وهذا تشديد عظيم ، في النهي عن القيام للرجل القاعد ، ونهي أيضاً عما يُشبه ذلك ، وإن لم يقصد به ذلك .
وفي هذا الحديث أيضاً : نهي عما يُشبه فعل فارس والروم ، وإن كانت نيتنا غير نيتهم ، لقوله : : " فلا تفعلوا " فهل بعد هذا في النهي عن مشابهتهم في مجرد الصورة غاية " .
وقال النووي ، رحمه الله تعالى : " فيه : النهي عن قيام الغلمان ، والتباع على رأس متبوعهم الجالس لغير حاجة ، وأما القيام للداخل : إذا كان من أهل الفضل والخير ، فليس من هذا ، بل هو جائز ، قد جاءت به أحاديث ، وأطبق عليه السلف والخلف " .
قال فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان ، حفظه الله تعالى في خطبته له بعنوان : " مشروعية السلام وفوائده : قال وفقه الله : " وأما القيام من أجل احترام الشخص لا من أجل السلام عليه ، كما يقام للعظماء حتى يجلسوا ، وكما يأمر بعض المدرسين الطلاب أن يقوموا له إذا دخل الفصل ، أو إذا جاء زائر للفصل قاموا له ، فهذا لا يجوز .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله تعالى : لم تكن عادة السلف على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن يعتادوا القيام كلما يرونه عليه السلام كما يفعله كثير من الناس ، بل قد قال أنس بن مالك : " لم يكن شخص أحب إليهم من النبي صلى الله علسه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له من كراهته صلى الله علسه وسلم لذلك " .
وربما قاموا لقادم من مغيبه تلقيا له كما روي عن النبي صلى الله علسه وسلم أنه قام لعكرمة بن أبي جهل ، رضي الله عنه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار لما قدم سعد بن معاذ ، رضي الله عنه : " قوموا إلى سيدكم " .
والذي ينبغي للناس أن يعتادوا أتباع السلف على ما كانوا عليه على عهد رسول الله صلى الله علسه وسلم فإنهم خير القرون ، فلا يعدل أحد عن هدي خير الورى وخير القرون إلى ما هو دونه ، وينبغي للمطاع ألا يقر ذلك مع أصحابه بحيث إذا رأوه لم يقوموا له إلا في اللقاء المعتاد .
وأما القيام لمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقيا له فحسن ، قال : وليس هذا هو القيام المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار " .
فإن ذلك أن يقوموا وهو قاعد ، ليس هو أن يقوموا لمجيئة إذا جاء ، ولهذا فرقوا بين أن يقال : قمت إليه ، وقمت له ، والقائم للقادم ساواه في القيام بخلاف القائم للقاعد ، ولقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم قاعداً في مرضه وصلوا قياما أمره بالقعود ، وقال : " لا تعظموني كما يعظم الأعاجم بعضهم بعضاً " ، وقد نهاهم عن القيام في الصلاة وهو قاعد لئلا يتشبه بالأعاجم الذين يقومون لعظمائهم وهم قعود " .
وأخرج أبو يعلي والترمذي عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه قوله : " لم يكن شخص أحب إليهم – يعني : الصحابة الكرام - من النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له من كراهته صلى الله علسه وسلم لذلك " .
هذا مع ما في القيام من معاونة للشيطان على المقام له ، ونبينا المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم " .
إذ يحتمل أن يدفع المرء القيام لحبه ، وذلك يوجب له النار والعياذ بالله كما سبق نصه .
ومن كره القيام لنفسه ، وحب أن يكرهه لأخيه عملاً بقوله عليه الصلاة والسلام : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لآخيه ما يحب لنفسه من الخير " .
وإعطاء القيام الداخل صفة الاحترام ، فيه نسبة الصحابة الكرام إلى عدم احترامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث ثبت عدم قيامهم له مع شرفه ومكانته وفضله واصطفاء الله له بالرسالة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم .
وحاشاهم ذلك ، ومن يجرؤ أن ينكر حبهم وحرصهم على طاعته وتعظيمهم له صلى الله عليه وسلم إلا من كان بقلبه مرض ، أو استند على عقيدة فرخت من عقائد اليهود والنصارى كأحوال الرافضة السبئية ، وغيرهم من الملل والنحل الباطلة التي ما أنحرفت عن الهدي إلا بكرههم لصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم .
والقيام للبعض دون البعض طبقية حرمها الشرع بشتى طرقها وأشكالها ، ولذلك كان أصحابهم رضي الله عنهم يمشون أمامه ويقول : " خلوا ظهري للملائكة " . رواه الإمام أحمد
وكان يجلس حيث انتهى به المجلس ، وكان صلى الله عليه وسلم يدير الشراب من اليمين ، ويأمر باليمين في كل شيء ، وكان لا يعرف بمجلس ولا بزي ، فيدخل السائل فيقول : أيكم محمد ؟ فإلى أخلاق هذا النبي الكريم أيها المؤمنون والمؤمنات ، فإنه أكرم قدوة ، وأحسن أسوة .
هذا ما أحببنا جمعه وبيانه ونشره ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:43 pm

أداب الخلاف فى الرأى بين المسلمين

--------------------------------------------------------------------------------


لا شك أخوانى فى الله ان الخلاف في الاراء بين المسلمين من الامور الطبيعية لهذا قال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "
فالله لم يؤمر بعدم الاختلاف بل أمر بالتحاكم إلى الشرع عند وجود الا ختلاف.
إن الاختلاف ليس شر دائما بل فيه خير كثير أحيانا. إذ في وجود الاختلا ف تتعدد الأراء و يؤخذ أفضلها. كذلك اختلاف العلماء في اجتهادتهم إنما هو ثروة فقهية لا تقدر بثمن.
إنما الشر كل الشر هو أن يؤدي ذلك إلى الشجار و العداوة بين المسلمين.
لهذا وجب علينا أن نتعلم أداب الحوار و النقاش.

من العوامل التي تؤدي إلى الاختلاف و أحيانا إلى الشجار:

التعصب الأعمى لرأى معين أو التعصب للمذهب أو الطريقة أو الشيخ أو الجماعة أو الطائفة أو الحزب. فالمتعصب أعمى لا يدري أسفل الوادي من أعلاها.
و من مظاهر هذا التعصب هو محاولة فرض رأى معين أو مذهب واحد على المسلمين, بحجة أن ما يراه هو الراجح. إن هذا من المستحيل أن يحدث.
لقد اقتضت حكمة الله أن يكون الإسلام صالح لكل زمان و مكان لأنه مبني على الاجتهاد
و باب الا جتهاد سيبقى مفتوحا إلى يوم القيامة للعلماء الذين تتوافر فيهم شروط
الاجتهاد.
عدم التدقيق في الخبر:البعض منا ينقل رأي عالماً معين و هو غير متأكد من ذلك. إن الأ مانة تتطلب منا أن ننقل الخبر بأمانة. و إذا كنا غير متأكدين من ذلك الخبر يجب علينا البحث و التأكد قبل بدء النقاش.

قلة العلم:قد يحدت أن يناظر إنسان وهو غير ملم إلماما كاملاً بموضوع النقاش.

تعالوا معنا إخوة الإسلام لنتعرف على أداب الحوار
( أخلص النية لله)
اجعل أخي المسلم هدفك من المناظرة دائما هو الوصول إلى الحق .
حذار حذار أن تكون نيتنا من النقاش هو هزيمة الخصم و إن كان على الحق.
لقد أمرنا الله برد أي تنازع إلى شرعه و عد ذلك من شروط الإيمان.
وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد .
لا تتهم النيات:
يا أخا الإسلام إياك و إياك أن تسئ الظن بأخيك المسلم .
دائما احسن الظن به و افترض فيه حسن النية و محبة الله و رسوله
أما إذا افترضت سؤ النية من البداية فإن هذا سيؤدي إلى إخراج الضغائن

اتهم رأيك:
يجب على المسلم المناظر وإن كان متأكداً من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه ، ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه. لنجعل أنفسنا مثل الشافعي رحمه الله إذ يقول ( رأي صواب و يحتمل أن يكون خطاء و رأي غيري خطاء و يحتمل أن يكون صواب). وبهذا الشعور يسهل علينا تقبل الحق عندما يظهر، ويلوح لنا . ولا يجوز لنا رد الحق ، لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر ..) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع

اسمع قبل أن تجيب:
من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد ,فالرسول صلى الله و عليه و سلم كان يستمع إلى محدثه و لا يقاطعه أبدا حتى ينتهي من كلامه و إن طال كلامه.
كل من ظهر له حكم الله وحكم رسوله وجب عليه قبوله فورا كما قال تعالى : (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) النور:51
لا تجادل ولا تمار:
والجدال أن تنتصر لرأيك وإثبات أنك الأعلم أو الأفهم .
إن الله قد حرم هذا نوع من النقاش إذ قال( و كان الإنسان أكثر شيء جدلا) الكهف.
(أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) رواه أبو داود ، وحسنه الألباني في السلسلة.
بل يجب ترك الجدال وإن كنا على حق, إذا كان الخصم مازال مصرا على رأيه.

رد المعلوم من الدين ضرورة كفر:
لا يجوز الخلاف في حكم من الأحكام المقطوع بها في الإسلام ، والمقطوع به هو المجمع عليه إجماعاً لا شبهة فيه ، والمعلوم من الدين بالضرورة كالإيمان بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره من الله تعالى ،

لكن ماذا يجب أن نفعل إذا استمر وكل يرى نفسه على صواب و لا يستطيع أن يغير رأيه.

1) إعذار المخالف وترك أمره لله سبحانه وتعالى:
الأدب الشرعي الأول هو إعذار من يخالفك الرأي من المسلمين في الأمور الاجتهادية ، وإيكال أمره لله ، وتنزيهه من فساد النية ، وإرادة غير الحق ما دام ظاهره هو الدين
والعدل.
2)لا تيأس من قبول مخالفك للحق:
لا تكن عجولاً غضوباً إلى اتهام مخالفك الذي لم يقبل ما تدلي به من حجة ، وإن كنت على يقين مما عندك، ولربما خالفك مخالف الآن ثم يعود بعد مدة إلى الحق فلا تعجل.

إذا تيقنت أن النقاش والحوار سيؤدي الاستمرار فيه إلى الشقاق ، والنفور فاطلب رفع الجلسة ، وإرجاء النقاش إلى وقت آخر ، الإبقاء على الأخوة مع الخلاف في الرأي في المسائل الخلافية أولى من دفع المخالف إلى الشقاق والعداوة. و تمزيق الوحدة بين المسلمين.

ولا شك أنه لو اتبعت الخطوات السابقة قضي على الخلاف بإذن الله ، ووصل المختلفان إلى الاتفاق ، ووفقا بحول الله إلى الحق.

3) إبقاء الأخوة:
لا يجوز لمسلم أن يقاطع أخاه المسلم لرأي ارتآه ، أو اجتهاد اجتهد في ما دام يعلم أنه تحرى الحق ، واتبع ما يظن أنه الصواب ، ولا يجوز في مثل هذه الحالة هجران أو تعزير ، ولا شك أنه لو أن كل مختلفين تهاجرا لم يبق مسلم مع مسلم .
تفعيل دائرة المتفق عليه؛ وهذه قاعدة رشيد رضا الشهيرة (قاعدة المنار) كان يقول -رحمه الله-: نتعاون فيما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
وهذه الكلمة ينتقدها كثيرون ويجلبون حولها، لكن لو نظر إليها الإنسان باعتدال؛ لوجد أنها قاعدة صحيحة.
إننا لا نتكلم بالضرورة الآن عن أعدائنا في الأصول، المخالفين لنا في قواعد الشريعة، وإنما نتكلم في داخل دائرة أتباع القرآن وأتباع السنة و في الأمور التي يمكن أن يكون فيها اختلاف الأراء.

- ووقع بين الصحابة خلاف أوقع بينهم قتلاً وقتالاً، لكنه لم يمنع من ورود بعض صور محمودة منها:
ولما وصف ضرار بن حمزة الكناني علياً بين يدي معاوية: بكى معاوية وجعل ينشف دموعه بكمه، ويقول لمادح علي رضي الله عنه:كذا كان أبو الحسن رحمه الله.

وكذا قيل لأحمد: إن كان الإمام خرج منه الدم ولم يتوضأ هل يصلي خلفه؟ قال: كيف لا أصلي خلف الإمام مالك وسعيد بن المسيب.
- صلى الشافعي الصبح في مسجد أبي حنيفة الصبح فلم يقنت ولم يجهر ببسم الله تأدباً مع أبي حنيفة رحمهما الله.

السبب الأول لشجار و النزاع بين المسلمين اليوم هو الاختلاف في الأراء.
لو اتبعنا القواعد الذهبية التي أمرنا اله بها في الحوار لما تمزق صف المسلمين إلى شيع و جماعات متنافرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:44 pm

آداب الوضوء

--------------------------------------------------------------------------------



الوضوء شرط لصحة الصلاة قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ المائدة 6.

وهو تطهير للأعضاء الظاهرة بالماء تمهيدا للدخول في الصلاة، واستعدادا لمناجاة الله تعالى، وعلامة على تطهير الجوارح من الخطايا والذنوب، وتنظيف القلب مما يشغل عن الله تعالى من الغفلات والمحرمات، ويحجب عن تلقفي أنواره وفيوضاته وعلومه اللدنية وحكته الالهية..

قال أحد العلماء: اعلم أنك إذا توضأت فإنك ستزور ربك عز وجل فعليك أن تتوب إليه، لأنه جعل الغسل بالماء مقدمة للغسل من الذنوب. فإذا تمضمضت فطهر لسانك من الكذب والغيبة والنميمة، فإنما خلق لسانك لذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، ولترشد به خلقه وتظهر به ما في نفسك من حاجات دينك ودنياك، فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه، فإن جوارحك نعمة، والاستعانة بالنعم على المعاصي غاية الكفران، فإذا استنشقت فطهر أنفك من أن تشم محرما، فإذا ظهرت وجهك فطهر نظرك من ثلاث: أن تنظر الى محرم، أو الى مسلم بعين الاحتقار، أو الى عيب أحد فإنما خلقت العينان لتهتدي بهما في الظلمات، وتستعين بهما في الحاجات، وتنظر بهما الى عجائب ملكوت الأرض والسموات، فتعتبر بهما بما تراه من الآيات..

وإذا طهرت يديك بالماء فطهرهما من أن تؤذي بهما مسلما، أو تتناول مالا محرما، أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به، فإن القلم أحد اللسانين فاحفظه عما يجب حفظ اللسان عنه، وإذا مسحت رأسك فاعلم أن مسحه امتثال لأمر الله، والخضوع لجلاله، والتذلل بين يديه، وإظهار الافتقار إليه، وإذا طهرت بين رجليك فطهرهما من المشي الى حرام فقد قال صلى الله عليه وسلم : ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عما أراد بها. رواه أبو نعيم في الحلية.

هذا هو الوضوء الصالح، الذي قال عنه النبي : من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من أظفاره رواه مسلم عن عثمان.

وهذه طائفة من الآداب الإسلامية في الوضوء.

1 »» ابتداء الوضوء بتسمية الله تعالى.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى رواه أبو داود.

2 »» الهدوء وحضور القلب أثناء الوضوء، لأن السكينة والخشوع في الوضوء مقدمة للخشوع في الصلاة.

3 »» استعمال السواك عند كل وضوء، لأنه مطهرة للفم، مرضاة للرب.

عن أبي هريرة عن النبي قال: لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء رواه البخاري.

4 »» تجنب الكلام والضحك واللعب بالماء أثناء الوضوء.

5 »» تجنب لطم الوجه والرأس بالماء لطما.

6 »» تجنب نفض اليدين بعد الوضوء ورش الماء.

7 »» الحرص على إسباغ الوضوء زيادة على الفرائض، الى العضدين وأنصاف السوق، وخاصة في أوقات البرد، لأنه نور المؤمن وحليته يوم القيامة.

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا الى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط رواه مسلم.

وعنه قال: سمعت خليلي يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء رواه مسلم.

8 »» الانتباه الى تبليغ الوضوء، وإيصال الماء الى ثنايا الجلد والأعقاب وبين الأصابع.

عن أنس قال: رأى النبي رجلا وفي قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء. فقال له: ارجع فأحسن وضوءك رواه أبو داود والنسائي.

9 »» الدعاء بما ورد عن السلف الصالح أثناء غسل كل عضو.

فيقول بعد التسمية: الحمد لله الذي جعل الماء طهورا.
ويقول عند المضمضة: اللهم اسقني من حوض نبيك كأسا لا أظمأ بعده.
ويقول عند الاستنشاق: اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك وجناتك.
ويقول عند غسل الوجه: اللهم بيذ وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
ويقول عند غسل اليدين: اللهم اعطني كتبي بيميني، اللهم لا تعطني كتابي بشمالي.
ويقول عند مسح الرأس: اللهم أظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
ويقول عند مسح الأذنين: اللهم اجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ويقول عند غسل الرجلين: اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزلّ الأقدام.

10 »» الدعاء بما ورد عن النبي :

عن عمر أن رسول الله قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيّها شاء رواه الترمذي.

11 »» يستحب صلاة ركعتين بعد كل وضوء إن لم يكن وقت صلاة راتبة.

عن عقبة بن عامر رضي الله ععنه قال: قال رسول الله : ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة رواه مسلم وأبو داود.

12 »» الاعتدال في استخدام الماء، وتجنب صب الماء من غير حاجة، أو الزيادة في الغسل على ثلاث مرات. فهو إشراف.

عن سعد قال: مرّ عليّ رسول الله وأنا أتوضأ فقال: لا تسرف. قلت: يا رسول الله أفي الماء إسراف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار. رواه ابن ماجه.

13 »» المحافظة على الوضوء بعد كل حدث، لأن الوضوء هو السلاح الروحي للمؤمن، فهو يستديم عليه ليدفع عن نفسه الشرور والغفلات، والآثام والمحرمات، وليكون مستعدا للصلاة وتلاوة القرآن.

عن أنس مرفوعا قال: إن استطعت أن تكون أبدا على وضوء فافعل.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:46 pm

آداب تتعلق بالبيت المسلم

--------------------------------------------------------------------------------


يقضي الإنسان فترة راحته وخلوته مع أهله وأسرته في بيته، ولا بدّ خلال هذه الفترة في تعامله مع نفسه أو أهله أو مرافق بيته من مبادئ صحيحة وقواعد سليمة ينال بها رضاء الله تعالى، ويحقق بها سعادته وتقواه.


وأهم ما يتزود به المسلم من بيته هو عبادة الله تعالى عندما يكون خاليا ، ومراقبته له سبحانه وقيامه في الليل الى صلاته ودعائه وعرض حوائجه ومناجاته.

ويأتي في الدرجة الثانية تزوده بالمعارف والعلوم من خلال مطالعاته وقراءاته في الكتب النافعة المفيدة في أوقات فراغه وصفائه.

ثم يأتي وقت التفكير والاستعداد للقاء الناس، وكيفية صحبتهم، وخاصة في معاملاته مع أهله وإخوته وأرحامه.

ثم يتبع ذلك وقت راحته ونومه، واستعادة نشاطه الجسمي من خلال طعامه وشرابه، ونظافته واستحمامه وغير ذلك.

وهذه طائفة من الآداب البيتية نعرضها في الآتي:

1 »» تسمية الله تعالى عند الدخول الى البيت.

عن جابر قال: سمعت رسول الله يقول : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء . رواه مسلم.

2 »» الدعاء بما ورد عن النبي محمد عند الدخول الى البيت، ثم إلقاءالسلام على أهل البيت، ويسلم سواء كان في البيت آدمي أم لا، قال مالك ( يستحب إذادخل بيتا غير مسكون أن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).

قال تعالى : فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً النور 61.

وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله : إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى ربنا توكلنا، ثم ليسلّم على أهله رواه أبو داود.

وعن أنس قال: قال رسول الله: يا بنيّ إذا دخلت على أهلم فسلّم، تكن بركة عليك وعلى أهل بيتك رواه الترمذي.

3 »»تجنب التسلل الى البيت، أو الدخول فجأة على الأهل دون إشعار أو إعلام أو استئذان، لئلا يرى ما يكره أن يوقع أحدا في الحرج أو الرعب،وخاصة عند العودة من غيبة طويلة.

قال تعالى:وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) البقرة.

4 »»مراقبة الله تعالى في الوحدة، واجتناب المحرمات في الخلوة.

5 »»تجنب رفع الأصوات والصخب واللعب المزعج للأهل أو للجيران.

6 »»تجنب رفع صوت المذياع أو الرائي وخاصة في أوقات الراحة أو النوم.

7 »»تجنب سماع شيء أو رؤيته ما لا يليق بالمسلم وإضاعة الوقت به.

قال تعالى:إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36) الإسراء.

8 »»الانتباه للستر والحياء، وتجنب كشف العورات وخاصة عند تبديل الثياب، وعند الطهارة والاغتسال، ومراعاة الحشمة والأدب أثناء الجلوس والمنام، والغض عن عورات الآخرين.

عن إبن عباس أن النبي قال:نهيت أن أمشي عريانا . رواه الطبراني.

9 »»الرضا بما قسم الله تعالى من المسكن، وعدم التذمر من ضيقه أو سوء ظروفه، فكم من إنسان لا مأوى له يقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

عن عبدالله بن عمروما قال: كان رسول الله إذا رجع من النهار الى بيته يقول:الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني،والحمد لله الذي منّ عليّ، أسألك أن تجيرني من النار . رواه ابن السني.

10 »»تفقد مرافق البيت وأثاثه،والحرص على سلامته، والقيام بإصلاح ما يحتاج الى ذلك إن كان يحسن إصلاحه، وعدم إهماله حتى يكبر ويزيد.

11 »»الانتباه الى نظافة البيت وطهارته والمشاركة فيخدماته.

عن الأسود بن يزيد قال: سئلت عائشةا:ما كان النبي يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله ـ يعني خدمة أهله ـ فإذا حضرت الصلاة خرج الى الصلاة . رواه البخاري.

12 »» حفظ أسرار البيت الخاصة، وتجنب عدم إذا عتها أمام أحد.

13 »»الاستئذان والسلام عند الخروج من البيت ، وإعلام الأهل عن الوجهة التي يريد.

14 »»ترديد دعاء الخروج من البيت عند الخروج منه.

عن أم سلمة أن النبي كان إذا خرج من بيته قال:بسم الله توكلت على الله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضلّ أو أضل، أو أزلّ أو أزل، أوأظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل عليّ رواه الترمذي وأبو داود.

وعن أنس قال: قالرسول الله: من قال إذا خرج من بيته : بسم الله توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : كفيت ووقيت وهديت ، وتنحّى عنه الشيطان رواه الترمذي والنسائي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:52 pm


آداب التجارة

--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة :
عندما يدور الحديث عن آداب التجارة فليس يقصد به فقط أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة الذين يسمون في المجتمع بطبقة التجار، بل كل من قلّب المال بالبيع والشراء في السوق فهو في العرف الشرعي تاجر، وعمله مشروع ، سواء كان صاحب متجر كبير أو دكان صغير أم بسطة في طرف السوق أم عربة متنقلة هنا وهناك...
مشروعية البيع والشراء :

ودليل مشروعية البيع والشراء في السوق قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)(1)

وقوله سبحانه: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(2)

بل قد ورد في الأدلة ما يشير إلى أن التجارة هي أفضل طرق كسب المعيشة وأشرفها إذا توخى الرجل طرق الحرام والتزم بالآداب الشرعية فيها.

فقد جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الكسب أطيب فقال: (عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور)(3) .

قال الشرقاوي: وهو إشارة إلى التجارة.

ولهذا فقد اهتم بها وبآدابها العلماء قديماً وحديثاً ، حتى ألف بعضهم فيها كتباً خاصة، مثل كتاب "الاكتساب في الرزق المستطاب" للسرخسسي ، وكتاب "التجارة" لأبي بكر الخلال ، وكتاب "البركة في السعي والحركة" للوصابي الحبيشي...

الآداب الشرعية للتجارة :

هذا وآداب التجارة المباركة في الإسلام كثيرة منها ما يلي:

أولاً: النية الصالحة وذكر الله :

يستحب عند دخول السوق أن ينوي التاجر بدخوله النية الصالحة. كالاستعفاف عن سؤال الناس بتحصيل الرزق الكافي، والكف عن الطمع في أموال الناس بالحرام، والاستعانة بما يكسبه على تقوية دينه، وأن يقصد القيام بالغرض الكفائي في تجارته، لأن التجارة لو تركت لبطلت معايش الخلق فكان القيام به فرضاً كفائياً...

ومع النية الصالحة في التجارة يستحب للمسلم أن يذكر الله سبحانه عند دخوله السوق ابتداء ويثني عليه.

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله ، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شي قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ، وبنى له بيتاً في الجنة)(1).

وقد خص بالسوق بذكر الله لأنه موضع غفلة الناس عن ذلك .

ومما رأينا قبل عهد قريب من بقايا العادات الإسلامية التي اندثرت رجلاً يمر بالسوق بين الحين والآخر على فترات متباعدة يرفع صوته بذلك الذكر يسمى (المذكِّر) وكان له وقع طيب في نفوس أهل السوق عندما ينبههم من غفلتهم ويذكرهم بخالقهم.
ثانياً: البعد عن الصخب والحرص على الأدب

ومن آداب المسلم في السوق التزام الهدوء والسكينة مع حركة البيع والشراء، فيكره له رفع الصوت بالخصام واللجاج والسخب،

فقد جاء في وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم: (ولا سخّاب في الأسواق)(2)

كما يلتزم المسلم في سوقه بالآداب الإسلامية كغض البصر عن المحارم، وإفشاء السلام، وإغاثة الملهوف، وإبرار القسم، والمحافظة على الصلوات جماعة في المسجد حتى لا يشغله سوق الدنيا عن سوق الآخرة، وإلا كان كأبيّ بن خلف تاجر قريش الذي ورد أنه يحشر مع قارون وهامان وفرعون وكل من ترك الصلوات وتهاون فيها...

هذا إضافة إلى التزام النظافة فلا يلقى في السوق ما يؤذي المسلمين فإن الله يحب النظافة والجمال، والنظافة من الإيمان، ولا يجوز أن تتحول التجارة المباحة إلى مقذرة ونفايات مكومة.

ومع كل هذا فالمسلم لا يدخل السوق ومعه ما يكون خطراً على المسلمين من بضاعة أو حيوان أو سلاح أو غير ذلك.

فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها)

أو قال: ( فليقبض بكفه أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء)(1)

ولا شك أن غيرها في الضرر مثلها في الحكم.

ثالثاً: بيع وشراء النساء :

يجوز للمرأة أن تدخل السوق بائعة ومشترية لحاجاتها، ويكره لها أن تزاول التجارة بنفسها ، لما يستدعي ذلك من اختلاط بالرجال وخصومة ومطالبات معهم.
ولكن إذا دخلت المرأة السوق وجب عليها ما يجب عليها عند خروجها من بيتها: أن تستر جسدها عن الأعين، وأن تتجنب الزينة في وجهها أو كفيها، وأن لا تستعمل أي نوع من العطور، وأن تتجنب مزاحمة الرجال والميوعة في الحديث معهم ، أو الاسترسال إلى أحاديث جانبية مريبة ، أو الانفراد معهم في أماكن خاصة ، أو أوقات معروفة بعيداً عن الأعين والناس...

وإن مما يندى له الجبين أن تتخذ المرأة طعماً لدى بعض المحلات التجارية لاصطياد الزبائن بواسطتها ، بعد أن تجمل وتزين وتصبح ملفتة مثيرة للشهوات.
رابعاً: تعلم الأحكام الشرعية جملة :
ومن أهم آداب التجارة أن يتعلم التاجر الأحكام الشرعية المتعلقة بالبيوع وأنواعها وما يحل منها وما يحرك وما يكره، حتى يتجنب الحرام ويبتعد عن المكروه ويقبل على الحلال.
وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: (لا بيع في سوقنا إلا من تفقه في الدين)

وهذا الأدب ضروري فإن من المحرمات في التجارة الكذب في وصف السلع، أو الكذب في مواعيد الوفاء، أو الكذب في بيان أثمان الأشياء، أو الكذب في الأيمان ، فإذا ما كان التاجر صادقاً كان له ذلك وسام شرف ديني ودنيوي،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التاجر الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة)(1)

وقال: (إن التجار يبعثون يوم القيامة فجّاراً إلا من اتقى الله وبر وصدق)(2)

وقال: (إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق)(3) .

ومن المحرمات الغش والخداع والغبن والتدليس والمغالاة في الربح الفاحش،

فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه مر على صَبُرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً فقال:

(ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس. من عشنا فليس منا)(1) .

ومن المحرمات بخس الكيل أو الوزن أو الزرع أو العدد أو القياس،

قال تعالى: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ {1} الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ {2} وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)(2)

ومن المحرمات الاحتكار وخاصة في الطعام والمواد الضرورية.

قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحتكر إلا خاطئ)(3)
ومن المحرمات الربا بكل أنواعه وصنوفه،

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ)(4)
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال: هم سواء(5) .
ومن المحرمات تلقي السلع واستغفال أهلها عن السعر الحقيقي وشراؤها منهم قبل أن تهبط السوق.
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلقي السلع حتى يهبط بها إلى الأسواق.

من المحرمات السوم على سوم أخيه إذا رضي البائع بسوم أخيه ، فلا يجوز له أن يزيد بعد ذلك لئلا يفسد البيع على الأول.

ومن المحرمات في البيوع التعامل مع العدو فيما يقويه على المسلمين ولو بعد صلح معه.

ومن المحرمات النجش وهو:أن يزيد في ثمن سلعة لا يريد شراءها بل ليغرر غيره بها.

ومن المحرمات بيع ما لم يعتبر له الشرع قيمة إما لنجاسته كالكلب والخنزير أو لخبثه كالخمر وآلات الملاهي أو لضرره كأوراق اليانصيب وصور النساء العاريات والأشرطة الماجنة والقصص المثيرة وكتب الأدب الخليع.
خامساً: السماحة والتيسير :
ن آداب التجارة في الإسلام السماحة في المعاملة واستعمال معالي الأخلاق وترك المشاحّة وعدم التضييق على الناس بالمطالبة.

والآثار الواردة في ذلك كثيرة منها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)(1).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلاً إذا باع ، سهلاً إذا اشترى ، سهلاً إذا اقتضى)(2).

وهذه المسامحة تكون مرة بالحط أي تنقيص المبلغ المستوفى ، أو بالإهمال والتأخير في المطالبة بالسداد رغم حلول الأجل ، وكل ذلك مندوب إليه.



ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً كان مسرفاً على نفسه حوسب فلم يوجد له حسنة فقيل له: هل عملت خيراً قط؟ فقال: لا ، إلا أنني كنت رجلاً أداين الناس فأقول لفتياني: سامحوا الموسر وانظروا المعسر. وفي رواية: تجاوزوا عن المعسر . فقال الله تعالى: نحن أحق بذلك منه فتجاوز الله عنه فغفر له(3).



ومن هذا القبيل كما ذكر الغزالي رحمه الله عدم غبن الناس وخاصة الشخص الذي يثق به قال: وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الغبن بما يزيد على الثلث يوجب الخيار للمغبون.



وفي الحديث: (غبن المسترسل رباً)(4)



كما أضاف إليه أن من مكارم الأخلاق احتمال الغبن وتقبله من بائع ضعيف أو فقير بنية نفعه والإحسان إليه ، ليدخل في قوله صلى الله عليه وسلم:

(رحم الله امرءاً سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى)(5)

وهذا على العكس فيما إذا اشترى من تاجر غني مليء فليس محموداً قبول الغبن منه، وإلا كان ذلك عجزاً وسوء تدبير.



سادساً: البعد عن الشبهات :



ومن الآداب الإسلامية في التجارة ترك الشبهات والبعد عن الأمور غير الواضحة وهذا كثير في التجارة.

وذلك لحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما: (الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام ؟ فمن تركها فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام)(1) .



ويدخل في هذا ما لم يعلم حكمه حتى يستوضح ويسأل عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)(2) .

وعلى التاجر أن يسأل عن كل معاملة وبضاعة وعقد وصورة من صور التعامل حتى لا يقع في الحرام.

قال الله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(3)



سابعاً: التصدق بعد التجارة :



من الآداب الإسلامية في التجارة التصدق من نفس التجارة بعد كل صفقة أو في نهاية كل يوم أو عند كل جرد أو نحو ذلك ـ وهذا غير الزكاة الواجبة في عروض التجارة ـ وإنما استحبت هذه الصدقة من مال التجارة مباشرة بعد الصفقات تطهيراً لها من النقص أو الآثام أو الشبهات، وتطيباً لخاطر من حضر من الفقراء، وتعويداً للنفس على البذل مع وفرة المال وزيادته حتى لا تنعقد على الشح وكنز المال المذمومين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان والإثم يحضران البيع، فشوبوا بيعكم بالصدقة)(1) .

وقال تعالى: (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِنْهُ)(2)



ثامناً: التبكير للتجارة والجد فيها



ويستحب للتاجر المسلم ـ مهما كانت تجارته ـ أن يبكر تجارته ويبادر أول النهار إلى فتح محاله ودكاكينه،

روى صخر الغامدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)(3)



وقيل: إن صخراً كان رجلاً تاجراً وكان إذا بعث تجاره بعثهم أول النهار ، فأثرى وكثر ماله!!.

كما يستحب له أن يحسن إلى جيرانه من التجار في الدلالة على ما عندهم وعدم المضايقة لنفوق سلعهم ، بل يفرح بذلك ويسعى إليه ، ناصحاً لهم ، محباً للخير النازل عليهم كحبه للخير النازل إليه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)(4).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف الباجس

يوسف الباجس


عدد المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 20/03/2010

الآداب الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الآداب الإسلامية   الآداب الإسلامية Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 05, 2010 9:56 pm

آداب النزهـات

--------------------------------------------------------------------------------



بعد الانتهاء من العام الدراسي والامتحانات، ومع اشتداد الحر في فصل الصيف، يبدأ وقت النزهات، فيطمح الإنسان إلى أن يفرّ من الحر؛ طلباً للهواء البارد والرطب، وقصداً للجو العليل، والنسمات اللطيفة، فيخرج متلمّساً أماكن الظل، والفيء، والهواء البارد مع أهله وأولاده، ويكون بذلك متنزّهاً عن بعض الهموم والشدائد التي تصيب الإنسان في حياته، لذلك كان لا بد من ضوابط لهذه النزهات، وهذا الاستجمام؛ حتى يكون في البداية والنهاية في طاعة الله سبحانه وتعالى.

§ المعنى اللغوي لكلمة التنزه:
إن كلمة التنزه في اللغة تعني: الترفُّع عن الشُّبَه. فعلى كل متنزه أن يترفع عن الوقوع في الشبهات، وألا يقع في المحرمات التي يفسد عليه نزهته.

§ النية عند الخروج للنزهة:
أول ما ينبغي أن تُعقد عليه النية، وأن يُصَحَّح فيه القصد أن يكون خروج الإنسان للنزهة بقصد طاعة الله سبحانه وتعالى. فسواء خرج لذلك يوماً، أو أياماً، أو بضع ساعات، لا بد أن ينوي بذلك التقوِّي على طاعة الله، وإدخال السرور على أهله وعياله، وأن يعود إلى بيته أكثر همةً ونشاطاً مما كان عليه فيما مضى، وقديماً ورد عن أهل الأدب قولهم: "ثلاثة تجلو عن القلب الحَزَن؛ الماء، والخضرة، والشكل الحسن". فالخضرة مع الماء، ومع الأهل والعيال لا شك في أنها تبعث في النفس السرور، والفرح، والبهجة.

والخروج إلى النزهات مطلب تحتاجه النفس؛ لأن النفس عادة ما تحتاج إلى الترويح، واللهو المباح لتدفع به الملل، والسآمة، وعناء الالتزامات، وضغوط الحياة، وهموم المعيشة... والأصل في ذلك الحِلُّ والإباحة، فالرحلات، والنزهات أمر جائز، إلا إذا اقترن بها فعل محظور، أو محرّم، أو إذا أشغلت الإنسان المسلم عن الواجبات، فأدت إلى ضياع الصلوات، والوقوع في المعاصي، فعند ذلك يكون القصد محرّماً.

§ فوائد النزهات:
ورد أن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يبدو إلى التِّلاع[1]، وكذلك كان أصحابه - صلى الله عليه وسلم - يخرجون إلى البادية بقصد تغيير الحال، وطلباً للنزهة وتغيير الأوضاع التي يكونون عليها، وكذلك ورد عن كثيرٌ من أهل العلم أنهم كانوا يخرجون إلى الضياع، والبساتين، والبادية؛ ترويحاً عن أنفسهم، ولا شك أن هذه النزهات لها فوائد كثيرة وعظيمة، من أهمها:

أ- ترويح النفس:
ترويح النفس، وإجمامها، وإزالة ما علق بها من آثار نتيجةَ الهموم والضغوطات اليومية.

ب- التعرف على البلدان وأخلاق الناس:
وكذلك من الفوائد أن الإنسان يتعرف على الأماكن والبلدان، ويكتشف أخلاق الناس، وطباعهم.

جـ- اكتساب مهارات جديدة وتقوية الروابط الأسرية:
يتكسب الإنسان في النزهة مهارات جديدة، وينمّي قدراته وقدرات أبنائه، ويقوّي أواصر الأخوّة، والمودة، والرحمة فيما بينه وبين عائلته وأسرته.

ء- تنمية الشخصية:
إن النزهات تعلّم الأولاد على قوة الشخصية، وحسن التصرف، والقدرة على اتخاذ القرار المناسب، والاعتماد على النفس، وعلى الخشونة أحياناً، فقد يتعرض الإنسان في نزهته إلى مواقف من الشدة تحتاج إلى قوة البدن، وقد يتعرض إلى حالات تَضطَّرُه إلى الصبر على العطش، أو الجوع، أو غير ذلك, علماً أنه قد خرج من بيته بقصد الترويح عن نفسه، لكن الله - سبحانه وتعالى - يقدّر على الإنسان مثل هذه الأمور؛ حتى يتدرب، ويتعوّد على مواجهة الشدائد والمشقات بصدر رحب، ونفس مُتقبِّلة لهذا الأمر.

هـ- التفكر في خلق الله تعالى:
إن أعظم ما يستفيده المسلم من النزهات هو التفكر في مخلوقات الله العجيبة، التفكر في الكون، والوقوف على مشاهد كونية يتجلى فيها كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وسَعة علمه، وإتقان صنعه، ويشعر فيها المؤمن بالخشوع، والإجلال، والخوف، والرهبة من الله - سبحانه وتعالى - وهو يتأمل شروق الشمس، أو غروبها، أو طلوع القمر، أو نزول المطر، أو شدة الرياح، أو يتأمل في الزهور والرياحين في وقت الربيع، أو في ظهور النبات، أو فيما حملته الأشجار من الفاكهة، أو الخضرة، أو النبات، أو غير ذلك... والله - سبحانه وتعالى - يقول:[]إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)[] سورة آل عمران.
فالتفكر في مخلوقات الله تعالى، وفي آياته الكونية هو أحد أهم الأهداف التي ينبغي أن يضعها المسلم في حسبانه عندما يخرج في نزهة، سواء قصد البحر، أو الجبل، أو الوادي، أو البر، أو الصحراء، أو أي سفر أو نزهة من هذا النوع.

والناس يتفاوتون تفاوتاً كبيراً في قضاء أوقاتهم خلال هذه الإجازات الصيفية، فجُلُّهم يعقدون العزم على الترويح عن أنفسهم، والتوسِعة على عيالهم، والبحث عن متنزّهات مناسبة لهم، يجدون فيها متنفَّساً، يعبرون فيها عن فرحتهم، وسرورهم، وعن التئام شملهم، وشمل أسرتهم. حتى أن بعض الناس يجعل نزهته هذه سفراً إلى الأماكن المقدسة؛ لأداء العمرة، وزيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصلاة في الحرمين الشريفين، وتحصيل الأجر والثواب، والنفقة الحلال المباح التي جعلها الله - سبحانه وتعالى - نفقة مأجورة يُثيب عليها صاحبها، ويعوضها عليه. والإسلام يحضّ على الترويح عن النفس، لكن في حدود المباح، فالنبي - عليه الصلاة والسلام - وجّهنا إلى لذلك عندما قال: "إن لجسدك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولضيفك عليك حقاً، فأعطِ كل ذي حقّ حقه". فالجسد له حق على صاحبه أن يأخذ قسطاً من الراحة، أو الفسحة، أو النزهة فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، فلا حرج على المسلم أن يروّح عن نفسه وأهله دونما إسراف، أو تقتير، أو تفريط في طاعة الله تعالى، وتضييع لحقوقه وواجباته، أو وقوع في المعاصي، فليس الهدف من النزهة أن يقع الإنسان المسلم في معصية، إنما الهدف منها أن يتقوّى على طاعة الله، وأن يَشُدّ همته في سبيل الله، وأن يستعد من جديد كي يبدأ حياة جيدة، بهمة عالية، ونفس مطمئنة. فالمسلم عليه أن يستغل تلك الرحلة في التدبر، والتفكر، والتأمل في عجيب خلق الله سبحانه وتعالى، وبديع كائناته، وحسن صنعه، وإتقانه لهذه الصنعة التي خلقها ربنا سبحانه وتعالى.

§ آداب النزهات:
كل من يريد أن يخرج نزهة عليه أن يتدرب على آداب النزهات، والرحلات، والسفر؛ لكي يكون على بصيرة بأمر دينه، وحتى لا يوقع نفسه فيما حرم الله سبحانه وتعالى، فتنعكس عليه هذه الرحلة معاصيَ وذنوباً خطيرة بدلاً من أن يكون فيها ثواب وأجر من الله سبحانه وتعالى.

أ- النيّة في التقوّي على طاعة الله وإدخال السور على الأهل:
من أهم الآداب التي على المسلم أن يراعيها في رحلاته: أولاً وقبل كل شيء عليه أن يستحضر النية الخالصة الطيبة لتلك النزهة، وأن تكون النية هي التقوّي على طاعة الله، أو التوسِعة على العيال، وإدخال السرور عليهم، فالمعلوم أن النزهة في وقتنا الحاضر تختلف عما كانت عليه في أزمنة سبقت، فالآن كل شيء ميسّر، يمكن لمن أراد السفر، أو النزهة أن يركب السيارة، أو يسافر بالطائرة، أو ربما يركب الفُلك التي تمخُر عُباب البحر، ويذهب إلى أي اتجاه في العالم في زمن يسير، فمع توفُّر هذه الوسائل المريحة لا بد لمن أراد السفر، أو النزهة من أن يعتصم بالله سبحانه وتعالى، وأن يحتمي بجنابه، وأن يلتجئ إليه، ويتوجه إليه بالدعاء أن ييسر له سفره ونزهته، وأن يعاهد الله - تعالى - ألا يبارزه بالمعصية في تلك النزهة، وأن يحرص فيه على طاعة الله ومرضاته. وهذا الأمر ربما غفل عنه كثير من المتنزهين والمسافرين، فبعضهم يُعرِض عن مراقبة الله تعالى، وربما يُخَيَّل له أنه في بعد عن قبضة الله، أو بعد عن أنظار الناس الذين يرونه على حال من المعصية، ربما يُحرج إذا رأوه، أما إن كان في سفر أو نزهة بعيدة يكون بعيداً عن نظرهم، لكنه ليس بعيداً عن نظر الله سبحانه وتعالى، ومراقبته، فالله معنا حيثما كنا حيث قال:[]...وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ...[] سورة الحديد (4). لذلك نجد الذين ينوون نية سيئة بالسفر بقصد البحث عن الملذات، والشهوات بعيداً عن أعين الناس يُحرمون التوفيق، ويُصابون بالأكدار، والمنغصات، وضيق الصدر، والعذاب النفسي الذي يحرمهم الطمأنينة والسعادة، ويحوّل نزهتهم إلى منغصات، وكَدَر، ومشقة على النفس. أما المسلم الذي يتقي الله - تعالى - في سفره فإنه يذهب طاهراً، ويعود طاهراً، يذهب نقياً، ويعود نقياً كما ذهب؛ لأنه قصد بسفره التقوّي على طاعة الله تعالى، وإدخال السرور على أهله وعياله إن كان يصحبهم في ذلك السفر.

إذاً أول الآداب على الإطلاق أن يستحضر المتنَزه النية الخالصة، التي يكون فيها طاعة لله سبحانه وتعالى، وتحوّل السفر إلى أمر مباح يُؤجر عليه العبد، ويُثاب على ما ينفقه من مال في سبيل إسعاد أهله وعياله.

ب- اختيار المكان المناسب للجلوس:
على المتنزه أن يختار مكاناً للجلوس مع عائلته متمتعاً بالسفر، والحفاظ على النفس؛ حتى يأخذ الأهل والأولاد راحتهم دونما تشدد أو تساهل، فالبعد عن أعين الناس يفتح المجال للأسرة أن تتصرف بحرية، وأن تحافظ على عفتها وحشمتها دون أي إساءة إليها.

جـ- التعوذ من شر المكان الذي ينزل فيه:
من السنة عند نزول مكان ما واختياره أن يقول المسلم ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق". صحيح مسلم. فمَن قال هذا الدعاء فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل عنه، لا يضره شيء من هوامّ الأرض، أو السباع، أو الحشرات، أو أذى الناس، ونحو ذلك... وبهذا الدعاء يُحفظ - بإذن الله تعالى - من سائر أنواع الأذى.

ء- ألا يؤذي جيرانه في النزهة:
عندما ينزل الإنسان في مكان عليه ألا يؤذي المتنزهين أمثاله، فبعض الناس يؤذي إخوانه قي المتنزهات والأماكن العامة برفع صوت الغناء مثلاً، أو بقيادة السيارة بطريقة متهورة، أو بالتدخين وتلويث البيئة، وهذا الإيذاء يُعد نوعاً مما يسيء فيه الإنسان إلى الجار، فإذا كان يجلس في مكان، وله جوار في متنزهه فإنه يسيء إلى جواره، والأشد من ذلك أن بعض الشباب - هداهم الله تعالى - يتعرضون في المتنزهات إلى النساء المسلمات المحتشمات، فيسيئون إليهن، ويتصرفون تصرفات غير لائقة، لا تتناسب مع أخلاق المسلم، وثقافته، وتربيته التي ينبغي أن تحضّه على رعاية المسلمين، وحفظ حقوقهم، سواء كان ضمن البيت أو خارجه، وهكذا يضمن المسلم ألا يقع في إيذاء إخوانه. والله - سبحانه وتعالى - حذر من إيذاء المسلم للمسلمين والمسلمات، فقال سبحانه:[]وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا[] سورة الأحزاب (58). فأولئك الشباب الذين يتعرضون إلى النساء المسلمات بالأذى، والتحرّش، ونحو ذلك من أنواع الإيذاء، هم يرتكبون بذلك إثماً عظيماً، وبهتاناً كبيراً، وهذا نوع من الإيذاء الذي نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "من آذى المسلمين في طرقهم[2] وجبت عليه لعنتهم". رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. أي إنهم يستحقون اللعنة؛ لأنهم يسيئون للمسلمين، ويؤذونهم دون أن يفعلوا شيئاً في حقهم حتى ينالوا مننهم هذا الأذى.

النوع الآخر من أنواع الإيذاء أن بعض الناس يتساهلون في رمي المخلفات في الأماكن العامة؛ في الطرقات، أو في ظل الأشجار، أو في موارد المياه العذبة، أو في الحدائق العامة، وبعض الناس يرمون مخلفات بواقي الطعام، والأكياس الورقية والبلاستيكية، والأسوأ من ذلك أن بعض النساء ترمي حفائظ الأطفال في الحدائق، أو المتنَزهات، أو في الأنهار الجارية، لكنّ المسلم الذي يحرص أن يبدو دائماً بصورة القدوة، ملتزماً بشريعة الله سبحانه وتعالى، وسنن وآداب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا المسلم حريّ به أن يظهر بصورة الإنسان الواعي، الذي يحرص على المرافق العامة، فيصونها من الأذى، ويحرص على المتنزهات، فلا يؤذي مشاعر من يجلس بجواره، بل يغض بصره، ويحفظ سمعه، ولا يؤذي من حوله، ولا يترك هذه المخلفات في مكان مجلسه؛ حتى لا يسيء بذلك إلى البيئة النظيفة، وإلى الخضرة وجمال الطبيعة، وإلى المياه العذبة، والأنهار التي تجري بأمر من الله سبحانه وتعالى، فلْـيُراعِ الناس هذه الأمور المتكاملة التي يحفظ لنا طبيعتنا الخضراء الجميلة بعيدة عن التلوث، وعن الإساءة بكل أنواعها.

هـ- المحافظة على الصلاة في النزهة:
ثمة أمور مهمة يمكن أن يقع بها بعض الناس وهم لا يظنون أنها خطيرة، ومن أخطر هذه الأشياء أنهم يضيّعون الصلاة، فعندما يذهب الإنسان إلى النزهة، فلا يعني ذلك أن يترك الصلاة، والحمد لله أن بلادنا ممتلئة بالمساجد، فما بين المسجد والمسجد مسجد، وهذا ما نعرفه قديماً في دمشق وما حولها، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى. وأماكن السيران فيها مصليات، وفيها مُوَضّآت، فلماذا يقصر الناس في هذه الفرائض التي افترضها الله سبحانه وتعالى؟ بل إننا عندما نخرج في سيران أو نزهة، فإن أَولى الأولويات، وأوجب الواجبات أن نحرص على الصلاة في وقتها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سُئل عن أفضل الأعمال قال: "الصلاة على وقتها". متفق عليه. فإذا حرَص المتنزه على إقامة الصلاة في وقتها فهو في طاعة الله سبحانه وتعالى، وخاصة إذا كان هناك مصلى، وأدى صلاته بجماعة مع جماعة الناس المتنزهين فإنه بذلك يحرِص على نيل الأجر والثواب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة، فإذا صلاها بأرض فلاةٍ، فأتم وضوءها، وركوعها، وسجودها بلغت صلاته خمسين درجة". رواه أبو داوود وابن حبان وهو حديث حسن. فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يحثّ على صلاة الجماعة في المتنزهات، والأماكن العامة، والسفر؛ حتى ينال المسلم بذلك الأجر العظيم، بل الأفضل من ذلك أن يحرص على الأذان في الفلاة، أو في أماكن النزهة، فإذا حان وقت الأذان فلْيقمْ، وليؤذنْ، وليسمع الناس صوته، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ّ، ولا إنسٌ، ولا شيءٌ إلا شهد له يوم القيامة، وهذا حديث جاء في صحيح البخاري، عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "فإذا كنت في غنمك، أو باديتك، فأذنت للصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع المؤذنَ جن، ولا إنس، ولا شيء إلا شهد له يومَ القيامة". صحيح البخاري. فليحرص كل متنزه أن يؤذن في الفلاة، أو في المزرعة التي ذهب إليها، أو في المكان الذي يجلس فيه، فإن له بذلك الأجر العظيم، ويدرّب أولاده، وأهله على إقامة الصلاة في وقتها، وعلى الحرص على طاعة الله سبحانه وتعالى.

و- إقامة مجالس الأدب:
الشيء اللطيف في النزهات أن يحرص المتنزه على إقامة مجالس الأدب التي تُلقى فيها القصائد، والأشعار التي تشتمل على الحِكَم، والنصائح، وتُروى فيها القَصص، وتذكر فيها الأنساب، وأيام العرب التي تُحيي في النفوس أخلاق العرب، وشمائلهم، وهمتهم، وبطولاتهم، وهذا ما ينبغي أن يتدرب عليه الصغار في مجالس الكبار، فينبغي على الشباب الصغار عندما يجالسون في هذه النزهات آباءهم، أو أعمامهم، أو أصدقاء أبائهم، أو أجدادهم أن يحرصوا على السماع إلى حديث الشيوخ الكبار في السن الذين يتمتعون بالحكمة، وأن ينهلوا من حكمتهم، ويأخذوا من خبرتهم في الحياة، ومن تجاربهم، ومعرفتهم للأمور والتاريخ، ولكن للأسف أننا نجد بعض الكبار اليوم الذين يتنزهون يدفعون أولادهم الصغار إلى الألعاب الإلكترونية، ويقومون هم بلعب الورق والطاولة، أو تناول المفتّرات؛ كالتدخين، والأرغيلة، وغير ذلك؛ ليبعدوا أنفسهم عن هموم الأطفال، وأسئلتهم، وكل ما يتعلق بالحوار معهم، وهذه عادة سلبية، وهي من أشد الأمور سلبية في أماكن النزهات العامة التي يذهب إليها الناس.

ز- صحبة الصالحين:
لا بد من الحرص في هذه النزهات على رفقة أهل التقوى والصلاح، الذين يحرصون على إقامة حدود الله تعالى، ويعظّمون حرماته، فقد جاء في الحديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحبْ إلا مؤمناً، ولا يأكلْ طعامك إلا تقي". رواه الترمذي. فالمؤمن الذي تصحبه يقوّي همتك، ويزيدك قرباً إلى الله سبحانه وتعالى، ويهذب من سلوكك وأخلاقك، بل إنه أبعد مكن ذلك ربما يحث على أذكار الصباح والمساء، فتسمعه وهو يردد ذكر الله تعالى، وتسبيحه، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. الرجل الصالح إذا نزل المطر تسمعه يتجه إلى الله بالدعاء، إذا نزل منزلاً يتجه إلى الله بالدعاء، إذا ركب السيارة يتجه إلى الله بالدعاء، إذا صعد الجبل، إذا نزل الوادي، إذا هبّت الريح... هكذا يكون الصالحون ورفقتهم، وقد ورد عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: "من نزل منزلاً فقال: ((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)) لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك". صحيح مسلم. حتى المكان الذي ننزل فيه؛ كالمطعم، والمتنزه الذي ندخل إليه، إذا دعونا بهذا الدعاء فإننا في طاعة الله سبحانه، وإن الله - تعالى - يصرف عنا السوء وأهله، ويبعدنا عن الوقوع في المنكرات، أو المحرّمات التي تُغضب الله سبحانه وتعالى.

ح- المحافظة على الوضوء:
والمحافظة على الصلاة تستدعي الحفاظ على الطهارة، والاستعداد للصلاة، فقد ورد عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فضل الحفاظ على الوضوء قوله: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط[3]". صحيح مسلم. فلو كنت في يوم شديد البرودة فحاولْ أن تسبغ الوضوء، وأن تتمّم أركانه، وسننه، وكل ما يتعلق به. وأمر الصلاة والحفاظ عليها، وعلى الطهارة والوضوء أمر مهم جداً يتبعه الحفاظ على طهارة المكان، ونظافته، فإذا انتهى الإنسان من مجلسه، فجمع القمامة، ثم وضعها في أماكنها المخصصة، ولم يتركها تفسد الأرض و الطبيعة، فإنه بذلك يكون ملتزماً بالآداب والسنن. أما أولئك الذين يلقون فضلاتهم، والأسوأ من ذلك الذين يتبولون في الأماكن العامة، أو في طريق الناس، أو في أماكن النزهات فإن ذلك نوع من الإثم الخطير، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "اتقوا اللاعنَين[4]. قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى[5] في طريق الناس أو في ظلهم". صحيح مسلم. إذاً علينا أن نحرص على نظافة البيئة، والحفاظ عليها، وصيانتها؛ فلا نُتلف الأشجار، ولا نقطع العشب، ولا نفسد المرعى الذي يرعى فيه الناس شياهَهم، ولا نقلع الشجر من أصولها، ولا نكسر الأغصان، ولا نقطف الورود، والأزهار، والرياحين التي يتمتع بها الناس في أماكن جلوسهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ضرر ولا ضرار". رواه مالك في الموطأ. هذه مسائل مهمة لا بد التنبه إليها في نزهاتنا ورحلاتنا.

ط- المحافظة على الستر والحشمة وعدم الاختلاط:
أمرٌ مهمٌّ ربما تساهل فيه الناس في السيران، ألا وهو الحفاظ على الستر، والعفاف، والحشمة عند المرأة المسلمة، فينبغي على كل من يذهب في نزهة أن تلتزم نساؤه بالستر، والعفاف، والحجاب الشرعي، وأن يكون مكانهم منعزلاً عن الاختلاط بالرجال؛ حتى تأخذ المرأة حقها وحريتها، وأن يحفظ الرجل بصره، ويغضه إن بدت له عورة، أو نظر إلى مكان ما فرأى فيه نساء، فعليه أن يلتزم بغض البصر، وعدم إطلاق الهوى لنفسه في مثل هذه النزهات.

فكل من يذهب في نزهة إذا التزم بالأدب الشرعي، فتعامل بالأدب، والاحترام، والرحمة، والإحسان، والحفاظ على البيئة، وكان مزاحه مزاحاً لطيفاً، وخفيفا، وهيناً، وليس فيه أذى، وكان كلامه كلاماً طيباً، وكان حديثُه حديثَ خيرٍ، ونُصْحٍ، وإرشاد، وكان ملتزماً بما أمر اللهُ، وإذا حان وقت الصلاة قام إليها، وحفظ نساءه أن تبدو عوراتهن، فإنه يُثاب بهذا العمل، وله أجر كبير إن شاء الله تعالى، خاصة إذا اجتنب الوقوع في المعاصي والذنوب، ولم يستمع إلى المعازف والموسيقى، ولم يشرب الدخان، ولم يتعاطَ المخدرات، ولم يسهر بلا حاجة إلى الفجر حتى يضيع الصلاة.

أمور كثيرة لا بد مراعاتها في هذه النزهات التي جعلها لنا سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نوعاً من الفسحة؛ لكي تزداد همتنا، ولكي نقبل على طاعة الله سبحانه وتعالى.

§ صورة من صور تنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ورد في الحديث عن سيدنا أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يوم في ساعة لا يخرج فيها عادة، خرج من بيته إلى المسجد، فأتاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال: يا رسول الله! خرجت ألقاك، وأنظر في وجهك، وأسلم عليك. وهذا يدل على شدة محبة سيدنا أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يلبث أن جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله. فقال له سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مواسياً: وأنا وجدت بعض ذلك. وهذا نوع من المواساة لسيدنا عمر رضي الله عنه، والمعروف أن النبي - عليه الصلاة والسلام - كان يمكث ثلاثة أيام يواصل الصيام، ولم يكن يشتكي الجوع، إنما أراد بهذه الكلمة أن يواسي سيدنا عمر، وخاصة أن النبي - عليه الصلاة والسلام - كان يقول: "لست كأحدكم، أبيت عند ربي يطعمني، ويسقيني".

بعد أن اجتمع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدنا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، انطلقوا إلى منزل "أبي الهيثم بن التيهان" - وهو رجل دخل في الإسلام، وحالف الأنصار، وكان رجلاً قد ترهّب في الجاهلية، وحرّم على نفسه الخمر، وكان ذا نخل، وشياه، وكانت له بساتين واسعة، وحدائق ونعم كثيرة، وكان يذهب كل يوم ليأتي بالماء العذب - فجاء النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى منزله، فقالوا لامرأته: أين زوجك؟ قالت: انطلق يستعذب لنا الماء - وكان حول المدينة المنورة عيون من المياه تجري وتطيب، تبعد عن المدينة مسيرة ثلاثة أميال، والمعروف أن الميل يقدّر بحوالي (1.5) كيلو متراً تقريباً - وبينما هم في هذا الحوار إذ جاء ذلك الرجل - أبو الهيثم - يحمل معه قربة من الماء يَزعَبُها[6]، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضعها، ثم التزم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وعانقه، وقبّله، وجعل يقول له: رسول الله في بيتي؟! بأبي أنت وأمي يا رسول الله! من أكرم ضيافة من أبي الهيثم عندما قصده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته؟ ثم أخذ أبو الهيثم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه إلى إحدى الحدائق التي يملكها، فبسط لهم بساطاً للجلوس على الأرض، ثم انطلق إلى نخلة، فجاء بقِنوٍ[7]، فوضعه أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: هلا تخيّرت لنا من رُطَبِه؟ - النخل فيه البُسْر: وهو الجافّ منه، وفيه الرُّطَب: وهو الطريّ منه، وفيه التمر، وغير ذلك... - فأراد النبي - عليه الصلاة والسلام - من أبي الهيثم أن يتخير له. فقال أبو الهيثم: إني أردت أن تتخيروا من رطبه، وبسره، وتمره. فأكل النبي صلى الله عليه وسلم، وأكل صاحباه معه، ثم شربوا من ذلك الماء العذب. وبعد الانتهاء من الطعام والشراب قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده هذا من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة.))[8]

إذاً.. النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في هذه النزهة اليسيرة، ثم ذكر الله تعالى، وذكّر من حوله بأن هذا النعيم سنُسأل عنه يوم القيامة. أي نعيم سيسألنا عنه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة؟ نعيم المساكن؟ أم نعيم الحدائق؟ أم نعيم الأشجار؟ أم نعيم المزارع والبساتين وارفة الظلال؟ أم نعيم الماء البارد؟ أم نعيم الهواء العليل المبرّد في بيوتنا، أو في مساجدنا، أو في أسواقنا، أو في كل مكان... إذا نحن في نعم عظيمة أنعم الله - تعالى - بها علينا، فلْنحافظ على هذه النعم بشكرها، ولْنسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يلهمنا شكر نعمائه، وأن يُديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: "من أصبح آمناً في سِرْبه، مُعافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا". رواه الترمذي.


لمتابعة باقى الآداب الإسلامية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآداب الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الآداب العامة التى يتحلى بها المسلم
» النذورفى الشرهة الإسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى محبى الرياضيات للأستاذ /محمد الباجس  :: السنة النبوية :: المرآة المسلمة-
انتقل الى: